الخليج والعالم
الحوار الليبي في تونس يختتم دون نتائج فعلية
تونس – روعة قاسم
انتهت يوم أمس الأحد أعمال ملتقى الحوار الليبي الذي دام لأسبوع واحتضنته العاصمة التونسية، دون تحقيق النتائج الفعلية المرجوة. وعلى الرغم من الاتفاق على استئناف المباحثات الليبية افتراضيا الأسبوع المقبل، إلا ان انتهاء حوار تونس دون توافق حول أسماء أعضاء السلطة الموحدة، يشير إلى أن التوصل إلى حل سياسي بات صعبا، كما أن طريق التسوية وإنهاء الحرب العبثية ما زال طويلا.
وفي هذا السياق، أكدت مبعوثة الأمم المتّحدة بالوكالة إلى ليبيا ستيفاني وليامز أن المباحثات "ستتواصل الأسبوع المقبل افتراضيًّا عبر تقنيّة الفيديو "للاتّفاق على آليّات ومعايير اختيار الشخصيّات التي ستتولّى السلطة مُستقبلا"، وقالت إنّها "راضية جدًّا عن مخرجات هذه المفاوضات، خصوصًا في ما يتعلّق بالتوافقات حول خارطة الطريق وصلاحيّات السلطات التنفيذيّة".
الناشطون الليبيون والدوليون علقوا آمالا كبيرة على الحوار الليبي المنعقد بتونس، خاصة ان تحضيرات كبيرة وجهودا حثيثة داخلية وخارجية سبقته لضمان نجاحه، إذ شارك في الملتقى 75 ممثّلاً عن جميع الجهات، اختارتهم الأمم المتحدة حسب انتمائهم الجغرافي أو السياسي أو الأيديولوجي. وكان من المفترض ان يتوافق المجتمعون على تحديد صلاحيّات حكومة موحّدة مكلّفة بتنظيم الانتخابات وتلبية احتياجات الليبيين واختيار المسؤولين الرئيسيّين لهذا الجهاز التنفيذي، المؤلّف من مجلس رئاسي مكوّن من ثلاثة أعضاء ورئيس للحكومة. وعلى الرغم من أن قرار وقف إطلاق النار أنهى المعارك التي استمرت لعام بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات خليفة حفتر، الا انه لم يؤد إلى اكتمال الصفقة بين القوى المؤثرة في الملف الليبي لإنهاء الحرب.
هذا الحوار لا يختلف عن جولات الحوار السابقة التي عقدت في عدة دول أخرى، لأن أسباب انعقاده في تونس كانت لظروف لوجستية بحتة، اذ لم يكن لهذا البلد المجاور لليبيا دور مؤثر فيه على الرغم من العلاقات التاريخية والجغرافية والأواصر التي تربط الشعبين التونسي والليبي، والذين يحركون اليوم خيوط اللعبة لا يريدون ان يصل الليبيون الى حل ينهي مأساتهم التي يعيشونها وهمهم فقط تعميق الخلافات وهذا ما يتضح من كواليس المؤتمر.
الدول نفسها التي أفسدت ليبيا وتآمرت عليها تواصل عملها ولا يعنيها إلا ملف إعادة الإعمار وما يدرّ عليها من أموال دون ان تنظر لمصلحة الشعب الليبي، ويقول الباحث التونسي المتخصص في الشؤون الليبية غازي المعلى في حديث لموقع "العهد" الاخباري إن "الحوار الليبي انتهى بشبه فشل"، وأضاف أن "الهدف الأساسي لم يتحقق، اذ كان المأمول هو الوصول إلى سلطة جديدة وتوحيد المؤسسات، وكل ما تحقق هو فقط الاتفاق على اجراء انتخابات خلال عام من الآن".
وتابع المعلى "للأسف الشديد خارطة الطريق للوصول الى هذه الانتخابات غير واضحة المعالم "، مؤكدا أن "هناك فرصة أخيرة ستكون في الاجتماع الذي سيعقد بعد أسبوع من الآن اذا ما توفرت الضغوطات الدولية والنية الصادقة لدى الليبيين".
وختم المعلى قائلا إن "نتائج حوار تونس كانت مخيبة للآمال وأظهرت عيوب هذه المفاوضات، وبينّت كل العراقيل التي توضع لإجهاض مسار التفاوض الليبي بكل السبل الممكنة".