الخليج والعالم
الخارجية الإيرانية ترد على البيان الأخير للاتحاد الاوروبي
ردت وزارة الخارجية الايرانية على البيان الذي أصدره الاتحاد الاوروبي مساء أمس الإثنين حول الآلية المالية التجارية مع ايران، مرحبة بالنقاط الإيجابية الواردة في البيان الاوروبي ومنتقدة بعض نقاطه السلبية مع التأكيد على التعامل البناء القائم على المصالح والاحترام المتبادل بين الجانبين.
وقالت الخارجية الإيرانية إنّ "تجربة تبادل الحوار والتعاون بين ايران والاتحاد الاوروبي خلال سنوات من العلاقات، خاصة السنوات الثلاث الاخيرة، بينت الارضيات والفرص الوفيرة المتواجدة والتي من شأنها مدّ التعاون وتنمية العلاقات الثنائية".
ولفتت إلى ان طهران وجهت انتقادات بشأن الآلية المالية لحماية التبادل التجاري (ساحات)، وحيال مواقف الاتحاد الاوروبي وتوقُّع ايران تسريع الاتحاد الاوروبي تنفيذ أعماله والدقة في تفعيلها وتغطيته باقي النشاطات التجارية مع البلاد، فضلاً عن أهمية الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاقتصادية الصادرة عن الاتفاق النووي وأهمية انتفاع ايران منها.
وأكّدت أنّ التزام الاوروبيين بالاتفاق النووي من شأنه أن يكون ميزاناً لتقدير وتنظيم العلاقات المستقبلية، مع رفض خلق أية صلة بين هذه الآلية وفريق العمل المالي "إف إي تي إف".
وأعربت الخارجية الإيرانية عن دهشة واستغراب الجانب الايراني من توجيه تهم لا أساس لها كتصميم وتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا، لافتاً إلى تحوّل اوروبا إلى موطن نشاط حر للجماعات الإرهابية والمجرمة المعروفة أمام العالم.
واعتبرت ان طرح اتهامات كهذه صابّاً في مصلحة من يرغبون بتوتير العلاقات بين ايران واوروبا، مشددة على ما قامت به إيران في مكافحة الجماعات الارهابية كـ"داعش" التي كانت تهدد حتى الأمن الاوروبي.
وعن النشاط الدفاعي الايراني جاء في البيان، إنّ هذه النشاطات محلية وذات طابع رادع لا سبيل لطرحها في أيّة مفاوضات مع دول اخرى.
وعن القضايا الاقليمية أوصت الجمهورية الاسلامية الايرانية الدول الاوروبية بانتهاج رؤية متسمة بالواقعية حيال أحداث المنطقة وقضاياها دون التأثُّر بالتيارات والتصريحات الصادرة عن العناصر المناوئة للسلام والاستقرار والأمن المستدام الاقليمي والجهات غير الراغبة في مشاهدة نموّ مستوى العلاقات بين الدول والشعوب.
وندّدت الخارجية الإيرانية باستغلال قضية حقوق الانسان وتوظيفها كآلية ووسيلة سياسية ضد الدول المستقلة، مسلطة الضوء على أداء إيران خلال العقود الاربعة الاخيرة في هذا الشأن والذي بيّن بوضوح جديتها في رفع مستوى حقوق الانسان والعمل بالتعهدات الدولية عبر تفعيل تعامل بناء وآليات حوار.
وأعربت الخارجية الايرانية في بيانها الصادر عن قلقها حيال ما يُصدَر عن حالة حقوق الإنسان في الجمهورية الاسلامية الايرانية دون الأخذ بعين الاعتبار المكانة السامية الايرانية في المنطقة والتزامها بمعايير حقوق الانسان.
وأكّد البيان على أنّ هذا التوجه الرامي الى حرف مسار الرأي العام عن الحقيقة والمُلح على نمط وعملية خاطئين، من شأنهما خفض مستوى الثقة بين طهران واوروبا.
وتطرقت الخارجية الإيرانية إلى ما تشهده المنطقة من أزمة تمثلت في قتل الكيان الصهيوني للأطفال والجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن عبر تسليحها بالاسلحة التقليدية وغير التقليدية من جانب الدول الغربية ومنها بعض الدول الاوروبية.
واعتبرت ان مواقف الاتحاد الاوروبي المماثلة للموقف المذكور ضد ايران في ظل ظروف اقليمية كهذه، ليست بناءة بل مرفوضة من جانب الرأي العام الدولي.