الخليج والعالم
روحاني في قمة شنغهاي: جبهة موحَّدة قبال "بلطجة" أمريكا
أكد الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني أن نتائج الانتخابات الرئاسية في أمريكا أظهرت أنه ليس فقط العالم وانما الشعب الامريكي أيضا منزعج من السياسات السَّقيمة للإدارة الحالية في بلادهم؛ مشيرًا إلى أنه حان اليوم دور القادة المنتخبين الجدد في الولايات المتحدة، بأن يتفهموا رسالة شعبهم جيدًا ويطبقوا هذه الارادة في سياسة خارجيتهم وفي التعامل مع سائر الدول والشعوب.
وخلال كلمته في قمة شنغهاي الافتراضية التي عقدت لنسختها العشرين الثلاثاء، حذّر روحاني من التطورات الراهنة في العالم، ومنها تفشي وباء كورونا الفتاك وتداعياته على الوضع المعيشي والاقتصادي للشعوب، بالاضافة إلى مواصلة السياسات الاحادية المقلقة من جانب امريكا وتنصلها عن اتباع القوانين الدولية، مشددًا على الدول الرديفة في العالم ضرورة بذل مزيدٍ من الجهود وتشكيل جبهة موحَّدة من أجل التفوق على كلا التحديين.
واضاف: "لقد تعرضت التعددية العالمية الاقتصادية والسياسية خلال السنوات الاخيرة إلى تهديدات جادة من جانب الادارة الأمريكية المتغطرسة التي تعمد الى إملاء سياساتها وقوانينها الداخلية على النظام العالمي والدول المستقلة".
ولفت روحاني إلى أن الشعب الامريكي شاهد جيدًا ردود فعل العالم قبال "بلطجة" امريكا وانتهاكاتها للقوانين والقواعد الدولية وقرر على التغيير.
وتابع الرئيس الإياني: "لقد عرض التاريخ حقيقته من جديد على صعيد الحكم والسياسة ليلقّن المتهورين والساعين الى الحروب، واعداء حقوق الشعوب ومنتهكي الحقوق الدولية البديهية، درسًا لن ينسوه".
وركَّز على أن الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تزال على سياساتها المبدئية المتمثلة في تعزيز أسسُ الجوار، والتفاوض مع الدول الجارة في مناطق (أوراسيا والخليج الفارسي وجنوبي وغرب آسيا)؛ معتبرًا أن الامن المستدام لن يتحقق الا بالتعاون وتظافر الجهود والسلام.
كما نوه روحاني، بمبادرة هرمز للسلام، والمشاركة في مفاوضات استانا، ودعم السلام والاستقرار داخل أفغانستان والتأكيد على تعزيز التعاون الجماعي بين الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي، مؤكدًا انها بعض النماذج التي تدل على مدى اهتمام الجمهورية بالتعاون المشترك وصولًا إلى سلامٍ مستدام على صعيدي المنطقة والعالم.
كذلك رحَّب بالتعاون في إطار منظمة شنغهاي لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية في المنطقة، واصفًا مكافحة الارهاب والتطرف والنزعات الانفصالية، من الاسس المبدئية للتعاون بين دول المنطقة واعضاء المنظمة، مصرحًا أن إيران مستعدة لاتخاذ كافة الاجراءات من اجل التصدي للتيارات الارهابية والمتطرفة، انطلاقًا من تجاربها طوال اعوام مديدة من الحرب ضد الجماعات الارهابية في سوريا والعراق.
وتطرَّق للحديث عن الشهيد اللواء قاسم سليماني، اتهم روحاني قاتليه بتأسيس وحماية الجماعات التكفيرية والارهابية، معلنًا تصميمهم اجتثاث كامل الجماعات الارهابية المتطرفة، وانهاء وجود المحتلين.
وفي جانب اخر من تصريحاته خلال قمة شنغهاي اليوم، رحَّب روحاني بوقف المواجهات العسكرية بين اذربيجان وارمينيا، مضيفًا: "إن سياسة الجمهورية الاسلامية الإيرانية قائمة دومًا على اسس حسن الجوار والتعايش السلمي والتنمية المستدامة للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجيران والدول الصديقة".
وأردف أن إيران بامكانها ان تلبي المطالب الرئيسية للكثير من بلدان المنطقة بما فيها اعضاء منظمة شنغهاي، لكونها تشكِّل أحد أهم ممرات نقل الطاقة ونقاط الاتصال في المنطقة وبفضل مصادر الطاقة الزاخرة لديها وموقعها الجغرافي والاستراتيجي المميز.
وشكر الرئيس الإيراني نظيره الروسي وجميع القائمين على عقد هذه القمة، متمنيًا للحكومة والشعب الروسيين بالسعادة والرقي.