الخليج والعالم
"نيويورك تايمز": أوقفوا الحرب في أفغانستان
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقالة حملت عنوان "اوقفوا الحرب بأفغانستان"، الى أن الكونغرس أعطى للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن "شيكا على بياض" للعمل العسكري بالخارج بتاريخ الرابع عشر من ايلول/ سبتمبر عام 2001 عقب هجمات الحادي عشر من ايلول.
وأوضحت الصحيفة أن الكونغرس اعطى لبوش وقتها تفويضًا لاستخدام القوة العسكرية ضد الارهابيين، وبالتالي "التفويض" لمهاجمة حركة "طالبان" بعدما رفضت تسليم اسامة بن لادن.
كما تابعت الصحيفة أنه بعد مرور نحو سبعة عشر عامًا يشارك الجيش الاميركي بمهام "مكافحة الارهاب"، وفق تعبير الصحيفة، في ست قارات.
ولفتت الى أن تكلفة الحرب الأميركية المزعومة على الارهاب والتي تشمل افغانستان والعراق ستصل الى 5.9 ترليون دولار مع نهاية عام 2019 المالي، وذلك استنادًا الى دراسات أُجريت.
وأضافت الصحيفة أن الحرب الاميركية المزعومة على الارهاب تسببت بمقتل نحو نصف مليون شخص حول العالم، مشددةً على أنه حان الوقت لاعادة النظر بهذه "الحرب".
وقالت الصحيفة إنه قتل آلاف الجنود الاميركيين منذ بدء الحرب على افغانستان عام 2001، بالاضافة الى عدد من الاصابات والامراض النفسية.
"نيويورك تايمز" أشارت في هذا السياق الى انه لم يقع اي هجوم ارهابي كبير على الاراضي الاميركية منذ هجمات الحادي عشر من ايلول، ولكن وقع ما يزيد عن مئتي هجوم ارهابي خلال هذه الفترة وأغلب هذه الهجمات تمت على ايدي اميركيين "متطرفين".
وأردفت إن نصف هذه الهجمات مرتبطة "بالاسلام الراديكالي"، وفق تعبير الصحيفة، بينما نسبة 86 بالمئة من الهجمات نفذت على ايدي "متطرفين يمينيين".
وأضافت الصحيفة أن موقف الرئيس الأميركي ترامب للانسحاب من المعارك في الخارج هو موقف صائب، والانسحاب يجب أن يبدأ بافغانستان.
كما لفتت الى أن التقييم الاستخباراتي الاميركي السنوي الصادر مؤخرًا وصف الحرب بافغانستان "بالورطة".
وتابعت الصحيفة أن ما قامت به ادارة ترامب بتكثيف العمل العسكري في افغانستان لم يحقق اي تقدم، والمفاوضات التي تجريها مع حركة طالبان تشكل "مؤشرًا واعدًا" على "الاعتراف بالواقع".
وبناء على كلّ ما تقدّم، رأت الصحيفة أن الحرب بأفغانستان عبارة عن طريق مسدود "في افضل الاحوال"، وهي حرب "ميؤوس منها" بأسوأ الاحوال، وأنه يجب أن لا تقاتل القوات الاميركية ولا تقتل في أفغانستان خلال عام 2020 القادم وأردفت أن المحادثات مع طالبان يمكن أن توصف بأنها "استسلام من قبل القوات الدولية".
واعتبرت أن أيّ مفاوضات حول الانسحاب الاميركي من افغانستان يجب أن يتضمن رسائل واضحة الى طالبان والحكومة الافغانية والدول المجاورة بأن استخدام افغانستان "كقاعدة للارهاب الدولي" سيعني "عودة الولايات المتحدة" من اجل "القضاء على التهديد".
وقالت الصحيفة إنه في حال لم يقم ترامب بإنهاء الحرب مع حلول نهاية العام الجاري، فبإمكان الكونغرس حينها الغاء "التفويض باستخدام القوة العسكرية" الذي منحت لادارة بوش الابن عام 2001.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يعيد الكونغرس النظر بالتفويض الممنوح للرؤساء الاميركيين بهذا المجال.
وأشارت الصحيفة الى إمكانية العمل على حل عبر التعاون بين "طالبان" والافغانيين، وبين لاعبين اقليميين مثل باكستان وروسيا وايران والهند والصين، والذي يؤدي الى استقرار الوضع بافغانستان وحرمان الارهابيين من "قاعدة اقليمية"، معتبرةً أن مثل هذا الحل يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية.
واعتبرت "نيويورك تايمز" أنه يجب الإدراك أن الحروب بالخارج هي ليست لقاحا ضد "الارهاب الدولي"، مشيرةً الى أن عدد الهجمات الارهابية قد ازداد عالميًا منذ عام 2001، وهذه الهجمات في الكثير من الاحيان تأتي "ردًا على تدخل عسكري اميركي".
وخلصت الى أنه حان الوقت لسحب القوات الاميركية من افغانستان.