معركة أولي البأس

الخليج والعالم

هل تنعكس المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان توترًا بين روسيا وتركيا؟
30/09/2020

هل تنعكس المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان توترًا بين روسيا وتركيا؟

حذّر الكاتب والسفير والمفاوض الأميركي السابق الخاص للنزاعات في منطقة يوروآسيا بين عامي ١٩٩٩ و٢٠٠١ كاري كافانوف من أن النزاع بين أذربيجان وأرمينيا ليس مجمدًا، وذلك على خلفية تجدد الاشتباكات العسكرية بين الطرفين، وقال إنه يشكل تهديدًا مستمرًا للاستقرار داخل وخارج منطقة جنوب القوقاز.

وفي مقالة نشرها موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، قال الكاتب إن التطورات الأخيرة في هذا الملف تتطلّب الاهتمام الدولي "الفوري" وتجدد المساعي الدبلوماسية في ظل خطر اندلاع مواجهة على نطاق أوسع "قد تخرج عن السيطرة"، وفق تعبيره.

الكاتب لفت إلى أن الهدوء الطويل لم يعنِ قبول الأطراف بالوضع الراهن، وأضاف إن التطورات السياسية والاقتصادية في أرمينيا وأذربيجان والمنطقة عمومًا قد غيّرت التوازن العسكري وأدت إلى تبني مواقف متشددة، كما خلقَت "حوافز سياسية داخلية محتملة للتصعيد"، وبالتالي عززت من احتمالات تجدد الاشتباكات.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى توجيه كل من الرئيس الآذري إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان رسائل واضحة عن الجهوزية للحرب.

وتابع:"الأدوار التي تلعبها روسيا وتركيا في منطقة جنوب القوقاز تزيد من مدى تعقيد وخطورة الوضع، فهناك تحالف عسكري بين روسيا وأرمينيا، لكنه لا يشمل منطقة نوغورنو كاره باغ".

وأشار الكاتب إلى أن روسيا تدير قاعدة عسكرية كبيرة في مدينة غيومري الأرمينية، لكنه لفت في المقابل إلى أن موسكو هي المصدّر الأساس للأسلحة المتطورة لكل من أرمينيا وأذربيجان.

أما تركيا، فنبّه الكاتب الى أنها لا تزال تفرض حظرًا اقتصاديًا على أرمينيا مستمرًا منذ عام ١٩٩٣، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن انقرة عززت من موقفها الداعم لأذربيجان.

وعليه، رأى كافانوف أن خطر المواجهة بين روسيا وتركيا قائمٌ على الرغم من أن ذلك لا يخدم مصلحة الرئيس الروسي فلادمير بوتين ولا نظيره التركي رجب طيب إردوغان.

وفي هذا السياق، قال إن مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تتولى مسؤولية الوساطة الدولية في ملف نوغورنو كاره باغ منذ عام ١٩٩٢، وأن هذه المجموعة تترأسها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، إلا أنه أضاف أن مساعي هذه المجموعة لم تحقق الكثير من التقدم "الدائم".

وأشار الكاتب إلى تدهور علاقات هذه الدول الثلاث خلال عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، لافتًا إلى أن تراجع المساعي الدبلوماسية خلال الأعوام الأخيرة لعب دورًا واضحًا في تجدد الأعمال العدائية.

وشدد الكاتب على ضرورة تكثيف المساعي الدبلوماسية والتأكيد على الرغبة الدولية والدعم الدولي للحل السلمي.

لمنطقة جنوب القوقاز أهمية جيوسياسية كبيرة

مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية تناولت الملف نفسه، وتحدثت عن خطورة الاشتباكات التي حصلت بين أذربيجان وأرمينيا في ظل القصف المدفعي ونشر الأسلحة والآليات الثقيلة.

وأشارت المجموعة إلى أن عبارة "النزاع المجمد" دائمًا ما تستخدم لوصف قضية نوغورنو كاره باغ، كونه لم يجرِ التوصل إلى تسوية لهذا الملف منذ قرابة ثلاثة عقود، موضحةً أن المنطقة تعتبر جزءًا من أذربيجان بحسب الاعتراف القانوني، إلا أنها تحت إدارة الغالبية الأرمينية.

المجموعة قالت إن النزاع بين الطرفين قد يجرّ قوى إقليمية مثل تركيا وإيران وروسيا للتدخل، ورجحت محاولة أذربيجان استعادة أراضٍ كانت خسرتها خلال التسعينيات من القرن الماضي واستكمال هذه العملية قبل أن يقرر أي طرف خارجي التدخل.

المجموعة شددت على أهمية الدعم التركي لأذربيجان، مشيرة إلى تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالتضامن والدعم المستمر للبلد مقابل شجبه ما وصفه "بالعدوان الأرميني".  

وعن روسيا، قالت المجموعة إنها تدعم "ظاهريًا" أرمينيا ولديها قاعدة عسكرية فيها، موضحة أن تركيا وروسيا على طرفي نقيض في هذا النزاع كما هو الأمر في سوريا وليبيا.

وتطرقت المجموعة إلى أهمية منطقة جنوب القوقاز جيوسياسيًا، مشيرةً إلى أنابيب النفط والغاز التي تنقل موارد الطاقة من بحر قزوين إلى الأسواق العالمية. وأضافت أن أذربيجان استفادت من أرباح صادرات الطاقة لبناء ترسانة من الأسلحة المتقدمة مثل الطائرات من دون طيار، ولفتت إلى امتلاك كل من أذربيجان وأرمينيا صواريخ أرض-أرض، وحذرت من إمكانية إلحاق هذا السلاح دمارًا كبيرًا بكلا الطرفين.

ولم ترَ المجموعة أن ثمة آلية فعّالة لوقف الاقتتال، على الرغم من دعوة كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران إلى وقف فوري لإطلاق النار.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم