الخليج والعالم
السفير آلا: دعم اميركا للاحتلال "الإسرائيلي" شجعه على رفض معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية
أكد السفير حسام الدين آلا المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في بيان ألقاه اليوم أمام مؤتمر نزع السلاح في جنيف، أن استمرار الولايات المتحدة وحلفائها في التهرب من تنفيذ التزاماتهم بشأن إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يشجع كيان الاحتلال الصهيوني، على المضي قدماً في رفض الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، مشيرا الى ازدواجية المعايير التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها في التعامل مع مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية مثل تجاهلها لاستخدام التنظيمات الإرهابية للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سورية.
وأشار آلا الى إن سوريا تجدد تأكيدها على الأهمية التي توليها لمؤتمر نزع السلاح بوصفه المنتدى التفاوضي الوحيد متعدد الأطراف المعني بنزع السلاح، وتشاطر التأكيد في هذا المجال على الأولوية القصوى للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.
واعتبر السفير آلا إن عالم اليوم يقف في مواجهة تحديات جمة في ظل استمرار المخاطر الوجودية التي تهدد البشرية جراء وجود الأسلحة النووية وإمكانية استخدامها أو التهديد باستخدامها ومخاطر عسكرة الفضاء الخارجي وسباق التسلح فيه، وتزداد هذه التحديات خطورة مع التطورات الدولية الحاصلة وفي مقدمتها تراجع الوفاء بالالتزامات المقطوعة في إطار الأجندة متعددة الأطراف لنزع السلاح بما في ذلك تنفيذ الالتزامات بشأن نزع السلاح النووي والعودة لتبني عقائد عسكرية متطرفة تعيد السلاح النووي إلى موقع الصدارة ولا تتوانى عن التهديد باستخدامه وتنامي النزعة الأحادية في اللجوء إلى ممارسة القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية انتهاكاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وانتشار الإرهاب واستخدامه وسيلة لتقويض استقرار الدول واستهداف أنظمتها السياسية واتخاذه ذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية وازدياد مخاطر حصول المجموعات الإرهابية على أسلحة كيميائية واستخدامها.
وشدد آلا على ان سوريا تولي أهمية للعودة الى وضع مسألة نزع السلاح على رأس أولويات المجتمع الدولي وفي قلب نظام الأمن الجماعي كما حدده ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة على احترام سيادة الدول واستقلالها السياسي ووحدة وسلامة أراضيها والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية.
وبين السفير آلا انه في منطقتنا تسببت سياسة غطرسة القوة التي مارستها الولايات المتحدة وحلفاؤها بكوارث إنسانية لا تزال شعوب المنطقة ودولها تدفع ثمنها حتى الآن، ويمثل تشجيع الإدارة الأمريكية لحليفتها "إسرائيل" على الاستمرار في نهجها العدواني وحمايتها من المساءلة عن اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية نموذجاً عن السياسات غير المسؤولة التي تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط والسلم والأمن الدوليين فيها.
وأضاف آلا ان "من المثير للسخرية أن الولايات المتحدة التي تسمي نفسها بالدولة المسؤولة وتمنح لنفسها الحق في إعطاء الدروس حول وفاء الدول بالتزاماتها تتجاهل سجلها الحافل بانتهاك التزاماتها التعاقدية. وفي الوقت الذي يستمر فيه ممثلوها في إلقاء المحاضرات عن الإمتثال لاتفاقية الأسلحة الكيميائية فإنها تستمر في التهرب بذرائع واهية من الوفاء بالتزاماتها في التخلص من أسلحتها الكيميائية وتنفرد في كونها الطرف الوحيد في الإتفاقية الذي لا يزال محتفظاً بترسانة هي الأكبر في العالم من الأسلحة الكيميائية.