الخليج والعالم
الهيمنة العسكرية تنعكس سلبًا على مصالح الشعب الأميركي
توقّع الكاتب في صحيفة الغارديان البريطانية ستيفن ويرثيم أن يواجه المرشّح للرئاسة الأمريكية جو بايدن في حال فوزه ضغوطًا أكثر بكثير مما واجهه الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما على صعيد معارضة التدخلات العسكرية في الخارج.
وأشار الكاتب إلى أن الكثير من الأميركيين سواء من جناح اليمين أو اليسار يعتبرون أن المشكلة الأكبر في السياسة الخارجية الأميركية هي خوض الحروب المستمرة، واعتبر أن ما يحصل على هذا الصعيد أمر لافت جدًا إذ إنه نادرًا ما أعربت هكذا نسبة كبيرة في الشارع الأميركي عن معارضتها لشن الحروب، مشيرًا إلى أحدث استطلاعات الرأي التي تفيد بأن نسبة خمسة وسبعين بالمئة من الشعب الأميركي تريد إعادة القوات الأميركية من أفغانستان والعراق، فيما هناك نسبة خمسة وعشرين بالمئة فقط من الأميركيين يرون أن التدخلات الخارجية تجعل الولايات المتحدة أكثر أمنًا.
عقب ذلك، قال الكاتب إن الناخبين الديمقراطيين يتكيفون مع تطورات القرن الواحد والعشرين، وإن التغير المناخي يشكل الأولوية على صعيد الأمن القومي بالنسبة لهم، مضيفًا إن مرشحين جددا للكونغرس يعكسون هذه الأولويات، مشيراً إلى فوز المدعو جمال بومان على رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي اليوت انخل في شهر حزيران/يونيو الماضي ضمن الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
ولفت إلى أن انخل يعد من معسكر الصقور وكان قد دعم الحرب على العراق عام 2003، بينما بومان كان قد دعا إلى تقليص الإنفاق العسكري والاستثمار في صفقات بيئية جديدة.
كذلك رجح الكاتب أن ينضم إلى الكونغرس شخصيات أخرى تحمل الفكر الذي يحمله بومان، مشددًا على أن إدارة بايدن في حال فاز يجب أن تتعامل مع الواقع، وأن مواجهة التحدي المتمثل بالتغير المناخي تتطلب العيش المشترك والتعاون مع الصين بدلًا من حرب باردة جديدة.
كما لفت الكاتب إلى أن بايدن كان قد تعهد بالتعامل مع السعودية على أساس أنها دولة منبوذة وبوقف بيع الاسلحة لها، غير أنه أشار في المقابل إلى أن بايدن تعهد بسحب الغالبية الساحقة فقط من القوات الأميركية من أفغانستان، لكنه دعم الضربات بواسطة الطائرات المسيّرة وعمليات الاقتحام التي كانت تقوم بها القوات الأميركية عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس خلال حقبة اوباما.
وبناءً عليه، قال الكاتب إن فريق بايدن وكاميلا هاريس (التي اختارها بايدن لمنصب نائب الرئيس) لا يميل نحو احداث تحول في السياسة الخارجية الأمريكية، غير أنه اعتبر أن الأعوام القادمة قد تشكل فرصة، وقال إن بايدن لا يجسد مستقبل الحزب الديمقراطي.
ودعا أنصار سياسة الواقعية وضبط النفس والانخراط السلمي إلى اعتبار "إدارة بايدن" فرصة، مضيفًا أن النقد الصريح واستمرار الضغوط قد تؤثر على مواقف بايدن.
وفي الختام، قال الكاتب إن ترامب قد كشف وسرّع في حدة الازمة التي تواجهها الولايات المتحدة على صعيد التفوق العالمي، مشددًا على أن الهيمنة العسكرية لم تعد تخدم مصالح الشعب الاميركي، وعلى أن هذا الشعب بات مدركًا لهذا الموضوع اكثر فأكثر.