الخليج والعالم
انتخابات مجلس الشعب السوري .. استمرار الحياة السياسية
علي حسن
بعد تأجيل لفترة غير قصيرة ولمرتين خوفاً من انتشار فيروس كورونا، بدأت اليوم الأحد الانتخابات التشريعية السورية لمجلس الشعب لانتخاب أعضاء جدد له، هي الدورة التشريعية الثالثة بعد اعتماد الدستور الجديد لسوريا عام 2012 و بمراكز انتخابية ممتدة على كامل أراضي سوريا يفوق عددها 7200 مركز سيتم فيها انتخاب2100 مرشح عن كل المحافظات يتنافسون على 250 مقعداً.
المحلل السياسي السوري وعضو مجلس الشعب السوري بين عامي 1986 و 1994 الدكتور إبراهيم زعرور قال لموقع "العهد" الإخباري أنّ "انتخابات مجلس الشعب في هذه الدورة هو استحقاق دستوري تم تأجيله مرتين بمرسوم من الرئيس السوري بشار الأسد بسبب كورونا وهذا الاستحقاق له دلالات كثيرة في هذا التوقيت والمرحلة الحساسة من عمر الحياة السياسية في سوريا، فهو دليل وإثبات أن الدولة السورية حاضرة سياسياً بعد تسع سنوات من الحرب عليها وموجودة على كامل أراضي سوريا باستثناء بعض المناطق التي يتواجد فيها الإرهابيين وأخرى محتلة من قبل الأمريكي والتركي وبالتالي الاستحقاق هذا يمثل إرادة السوريين وتوجهات الدولة لأجل إنجاز هذا المجلس الذي يشكل السلطة التشريعية الأولى في سوريا".
وأضاف زعرور أنّ "مشاركة السوريين دليل على وعي المواطن السوري وقوة إرادته وإرادة الدولة وتوجهاتها الاستراتيجية باستكمال بناء مؤسساتها على كافة المستويات وبنفس الوقت هو رسالة لكل القوى الغربية والعربية الرجعية التي تحاول الاستمرار بشن الحرب على سوريا بكافة الأشكال في أن سوريا وطنية تمارس دورها بكل مسؤولية رغم كل الكوارث الناتجة عن الحرب ورغم الظروف الاقتصادية، وكل السوريين لديهم الوعي الكامل بأنهم يختارون من سيمثلهم في المرحلة المقبلة الحساسة لأنها مرحلة إفشال الحرب الاقتصادية ومرحلة عودة الأمن والأمان وإخراج المحتل التركي والأمريكي والوصول لحل سياسي يشارك فيه السوريون الوطنيون بكل وعي".
ورأى زعرور أنّ "المرحلة المقبلة حساسة جداً وعلى مجلس الشعب المنتخب اليوم عاتق التنسيق مع الحكومة فهو يمثل السلطة التشريعية والحكومة تمثل السلطة التنفيذية لأجل تلافي تأثيرات ما يسمى بقانون قيصر على المواطنين، ويجب الاتجاه نحو خطط تخرج السوريين من تبعاته كالخطط الزراعية والاقتصاد المقايض وبالتالي هي مسؤولية مضاعفة للسطة التشريعية، ولذلك يجب أن يكون اختيار السوريين واعياً ودقيقاً يما يحقق إيصال صوته".
وتابع عضو مجلس الشعب السوري كلامة لـ "العهد" مؤكدًا أنّ "مشهد الانتخاب اليوم دليل حقيقي على وجود الدولة وحضورها وتمسك الشعب بسلطاته المتعددة وفي مقدمتها السلطة التشريعية ودليل إرادة الحياة السياسية عنده للذهاب نحو الأمن والاستقرار واستعادة الدولة للحياة الطبيعية فوق كل شبر من سوريا بالتعاون مع حلفائها في محور المقاومة وأصدقائها الروس".