الخليج والعالم
ظريف: دبلوماسيتنا بخدمة المقاومة.. والسياسة الخارجية يحددها الإمام الخامنئي
أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الدبلوماسية الإيرانية في خدمة المقاومة، مشيرا إلى أنه كان يلتقي الشهيد قاسم سليماني كل أسبوع لتنسيق التعاون في المنطقة، مضيفا "كل ما فعلناه في المنطقة كان مشتركا".
وفي كلمة له أمام مجلس الشورى الاسلامي، صباح الأحد، أشار ظريف إلى أنه وفقاً للدستور الإيراني فإن السياسات الخارجية للبلاد يحددها سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، لافتا إلى أن أهم أهداف أميركا هو نزع الشرعية من النظام في إيران.
ظريف أشار إلى أن لدى الجمهورية الاسلامية أفضل مستوى من العلاقات مع تركيا وروسيا وافغانستان والعراق وباكستان، متحدثا عن تحقيق طهران لنجاحات في حذف الدولار من التبادلات الاقتصادية مع بعض الدول.
ظریف اعتبر أن أهم ميزة لعالم اليوم هي السيولة والمرونة والتغيرات المتواصلة ، موضحا ان الأمر المهم هنا هو الفهم الدقيق للظروف التي يعيشها العالم، وكل من ارتكب خطأ في التعاطي مع متغيرات العالم على مر التاريخ وقع في مشاكل كبيرة بل ان بعض الحكومات وصلت الى نهايتها.
وقال ظريف أن المفاهيم الدولية والعلاقات السياسية شهدت تغير اساسيا خلال السبعين عاما الاخيرة ، ليس بمعنى أن المفاهيم السابقة قد انتهت، بل أن مفاهيم جديدة قد برزت، وهذه المفاهيم وفرت فرصة خاصة أمام الدول كالجمهورية الاسلامية الايرانية.
واعتبر ظريف أن الامام الخميني الراحل هو أول من أدرك هذا التغير الحاصل في العالم، واذا لاحظنا رسالته الى رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف ندرك ان سماحته أدرك التغير الحاصل في العالم، وها هو خليفته اية الله السيد علي الخامنئي يمضي على نفس النهج.
واضاف وزير الخارجية الايراني أن بروز الصين وبعض الدول الاخرى منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي أقلق امريكا، وبالتالي فان كل سياساتها التي انتهجتها كانت قائمة على أنها ان لم تسارع في هذه الظروف الانتقالية فانها ستفقد مكانتها، مشيرا إلى أن امريكا ومن أجل الحفاظ على ظروف العالم القديمة التي تخدمها والوقوف بوجه المفاهيم الجديدة عمدت الى وضع العالم أجمع أمام الهاجس الأمني، بل انها حولت موضوع كورونا الى موضوع أمني واستخدمته للتصادم مع الصين ولتعزيز وضعها الداخلي.
وتابع قائلا أن امريكا تهدف من حربها الشاملة على إيران لإيجاد مفهوم معين وهو تصوير إيران كتهديد أمني، وفي هذه الحالة تضع هذا التهديد للمناقشة في الاماكن التي تحت نفوذها كمجلس الأمن الدولي، أو تضعه في اطار الأمن الاقتصادي، لخدمة مصالحها بالنهاية.
ومن الاجراءات الامريكية الاخرى، أضاف ظريف، هو الضغط على اصدقاء الجمهورية الاسلامية واستهداف مصالحها في المنطقة، لكن الهدف الأهم لأمريكا هو فصل الشعب عن النظام وهذا ما اشار اليه جون بولتون في مذكراته التي صدرت مؤخرا.
من جانب آخر أكد ظريف عدم وجود أي شيء مخفي في الاتفاق مع الصين، مشيرا الى أن هذا الموضوع طرح في لقاء الرئيس الصيني بالإمام الخامنئي، وأعلن هذا الأمر أمام الشعب، وعندما نقلنا مسودة الاتفاق الى الصين كان ذلك مُعلنا أيضا، كما تم الاعلان عن رد الصين على المسودة التي كتبناها، كما سيتم الاعلان عن التوافق النهائي اذا حصل.
وحول المحافظة على حيوية الشريان الاقتصادي في البلاد في ظل الضغوط الامريكية، قال ظريف "ان امريكا تحاول من خلال الحرب الاقتصادية والارهاب الاقتصادي فرض الظروف التي تريدها على ايران".
وتطرق ظريف الى النشاطات الاقتصادية لوزارة الخارجية مشيرا الى مساعيها في الغاء الدولار الامريكي من المعاملات الاقتصادية في البلاد، وحذو العديد من الدول حذو ايران في هذا المجال، واجراءاتها في اشراك ايران في الاتفاقيات والمنظمات الاقتصادية الاقليمية كاتحاد اورآسيا الاقتصادي، اضافة للعديد من النشاطات كرفع الموانع من أمام الصادرات الايرانية، وبيان قدرات إيران الداخلية الى الخارج، وعودة ايران الى طريق الحرير.