معركة أولي البأس

الخليج والعالم

نشطاء تونسيون لـ
06/06/2020

نشطاء تونسيون لـ "العهد": نرفض مخططات الضمّ الصهيونية ولا بدّ من مقاومتها

تونس – روعة قاسم

يواصل الكيان الصهيوني مخططاته لاستباحة المزيد من الأراضي الفلسطينية وذلك تحت أنظار العالم ووسط صمت رسمي عربي، ولعل أخطر مراحل ما يسمى بـ "صفقة القرن" المشؤومة يتمّ تنفيذها اليوم عبر مخططات الحكومة الصهيونية بضم أراض في الضفة الغربية وغور الأردن بداية من الشهر القادم .

إزاء هذه المخططات، يُجدّد التونسيون ولاءهم والتزامهم بقضيتهم الأم فلسطين. رئيس هيئة مناهضة التطبيع والصهيونية احمد الكحلاوي يؤكد لموقع  "العهد" الاخباري أن التونسيين لطالما كانوا مع القضية الفلسطينية، ومنذ زُرع كيان اسرائيل ومستوطناته والتاريخ يشهد على ذلك. ويقول:" تونس كانت دائما وستظل مع القضية الفلسطينية لأن فلسطين هي رمز من رموزنا الدينية والوطنية والقومية والإنسانية ونحن مع فلسطين التي تحتضن القدس والأقصى وكنيسة القيامة وجزء كبير من تاريخنا وكانت أولى القبلتين".

ويتابع: " هنا أريد ان أذكّر بان القيادي والزعيم التونسي الراحل عبد العزيز الثعالبي تزعّم في شهر ديسمبر من سنة 1931 مؤتمرا هاما سمي بـ "مؤتمر الدفاع عن القدس"، ولم تكن القدس آنذاك محتلة من طرف الصهاينة.. يعني كان هناك دائما خيط فكري وسياسي وروحي متواصل بين تونس والمشرق العربي وفلسطين"، ويضيف " كنا دائما وأبدا مع قضية فلسطين ومع قضايا أمتنا بشكل عام ، مع سوريا عندما تمّ الاعتداء عليها، ومع جنوب لبنان عندما استهدفه الاسرائيليون ووقفنا بصفة جدية وطلبنا الالتحاق بالمقاومة، ونحن مع كل ما من شأنه ان يمنع علينا هذا الوباء الخطير والأخطر من كل الأوبئة وهو الصهيونية".

لا صلح لا تفاوض بل مقاومة بلا حدود
 
ويدعو الكحلاوي الى ان يعجل الفلسطينيون وخاصة مجموعة أوسلو بإلغاء كل الاتفاقيات الموقعة مع "اسرائيل"، لأنها كانت كارثة على القضية الفلسطينية وألحقت ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية وأضاف:" فأنت عندما تتراجع فإن عدوك يتقدم خاصة ان مشروع العدو معروف وهو يقول "ان أرض  اسرائيل من الفرات للنيل"  فهو كيان ليس له حدود ولا دستور وزُرع ليس لحل ما سمي بالمشكلة اليهودية بل من أجل الاعتداء على الأمة واحتلال أرضها ومنع  أي شكل من أشكال النضال والوحدة وغيره"، ويردف "نحن الآن من المفروض أن نكون في ساعة يقظة، ويجب على الفلسطينيين أن ينهوا الانقسام وتوحيد الفصائل في جبهة واحدة بقيادات واحدة وبمشروع احد على أساس ما تقرر في مؤتمر الخرطوم  أي "لا صلح لا تفاوض  مع هذا الكيان بل مقاومة"،  وشعارنا هو مقاومة وحياتنا مقاومة الى أن ننهي هذا السرطان الخطير الذي لا يستهدف فقط فلسطين بل كامل المنطقة العربية.. انظروا كيف انتقلوا من سوريا الى ليبيا بعد أن فشل مشروع اردوغان هناك والآن يستهدفون المغرب العربي ..اذاً علينا ان نقف وقفة رجل واحد من المحيط الى الخليج ضد كل المخططات والمؤامرات الصهيونية على منطقتنا ".  

المساندة الشعبية المطلقة

أما الأستاذ والباحث التونسي في علم الاجتماع جابر القفصي فيقول لـ"العهد" ان تاريخ القضية الفلسطينية هو تاريخ هزائم لأنها كانت محل متاجرة من قبل الأنظمة وحان الوقت الآن لكي تتولى أمرها الشعوب عبر المساندة الشعبية.

ويضيف: "مقاومة النسيان ومواجهة كل محاولات تدمير الذاكرة جعل من الهمّ الفلسطيني  هو الهم اليومي في تونس وكل الدول العربية وهو يفتح وعينا وأذهاننا على أشكال أخرى من المساندة.. فنحن في عصر الصورة لذلك يجب أن نُبدع بخلق صور تعبيرية ورسائل توصل للعالم عدالة القضية وتخلق رأي عام مساند لفلسطين. هذا الى جانب كل أشكال التضامن الأخرى سواء المادية او غيرها لأن المقاومة هي التي تجعل سلطة الاحتلال تخضع لحقوق الفلسطينيين. ونركّز هنا على أهمية أن تكون القضية الفلسطينية في برامج الأحزاب وفي المناهج الدراسية لتوعية الأجيال الجديدة".

 ويُشددّ القفصي على ان تونس وأبناء المغرب العربي كانوا دائما في مختلف المحطات  التاريخية مع فلسطين. وقال :"يجب ان نقاوم ونتخلص من " اسرائيل " هذه السوسة التي تنخر أوطننا يوما بعد يوم "، ويتابع "مقاومة الصهيونية تبدأ بتغيير النظام العالمي الرأسمالي البائس والذي يقوم على الكيل بمكيالين وإباحة احتلال شعب وسرق ثرواته وغير ذلك.  فهذا النظام فقد مصداقيته لأنه لا يقوم على المساواة ما دام الفلسطينيون لا ينالون حقوقهم".

وبحسب القفصي، فإن "النضال من أجل القضية الفلسطينية والحريات وتغيير النظام العالمي كله مرتبط ببعضه البعض، والعمل الفكري والتظاهرات والفن والأعمال الدرامية والمناهج الدراسية كلها يجب ان تكون واجهة من واجهات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم