معركة أولي البأس

الخليج والعالم

إحياء يوم القدس العالمي في تونس.. فلسطين أولويتنا
21/05/2020

إحياء يوم القدس العالمي في تونس.. فلسطين أولويتنا

تونس – روعة قاسم

طوال الأعوام الماضية لم تغب فعاليات احياء يوم القدس العالمي عن تونس، فقد دأب الشارع التونسي على استذكار هذه المناسبة التي أطلقت بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأصبحت تقليدا يتكرر في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك كل عام، دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني. 

وعلى الرغم من أزمة كورونا، إلّا أن الاحتفاء بيوم القدس العالمي والاستعداد له ظل حاضرا من خلال اطلاق نشطاء تونسيين لمبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "يوم القدس العالمي من تونس -التطبيع خيانة عظمى ".

مسيرة يوم القدس العالمي أيضا لم تغب هذا العام وظلت حاضرة، لكنها تحولت الى مسيرة افتراضية دعت "التنسيقية الوطنية لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني في تونس" الى تنفيذها غدًا في 22 أيار/مايو.

يوم القدس ذكرى عزيزة لكلّ حرّ

لهذا اليوم مكانة كبرى وأهمية لدى التونسيين. هنا، يعتبر الباحث التونسي رئيس مركز مسارات للدراسات فوزي العلوي في حديث لموقع "العهد الاخباري" أن الاحتفال الوطني في تونس بيوم القدس العالمي هو إحياء ذاكرة عزيزة على قلب كل حرّ ووطني، نظرًا لما تمثله هذه المناسبة من فكر احيائي وموقف حضاري ورؤية استراتيجية تعبر عن مركزية القضية الفلسطينية".

ويتابع: "فلسطين ستظل القضية المركزية مثلما ارتآها مفجّر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قده)، وكما يسعى الى تعزيزها سماحة الإمام السيد علي الخامنئي، هي لنا كتونسيين محطة أساسية تعبّر عن تحول جذري في سياق الدفع بمشاريع التحرر والانعتاق من سائر أشكال الظلم والاستعباد".

ويضيف العلوي:" نحن كتونسيين -اذ نترحم على مفجر الثورة واحيائه لهذه الذكرة ولهذا الموقف الحضاري- فإننا نحييه بكل فخر وعزيمة وإصرار على ان تتحول هذه الهزيمة الى قاعدة لبناء الذات وتجميع القوى نحو رفع المظلمة عن منطقتنا وشعوبنا وأمتنا كي تعود الدورة الحضارية العدالية لتأخذ مجراها الطبيعي". 

يوم القدس معيار تقدم حركة التحرر والمقاومة

أمّا الكاتب والأستاذ الجامعي التونسي منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية صلاح الداودي فيؤكد لـ"العهد" أن يوم القدس العالمي هو في كل الأحوال مفتاح من المفاتيح الاستراتيجية بمستوياتها السياسية والعقائدية والمقاومية والتي ينظر اليها كل شرفاء هذا العالم في المنطقة العربية والإسلامية، بما هو بمثابة المعيار والمقياس الذي نزن به مدى تقدم الوعي على طريق القدس ومدى تقدم حركة التحرر والمقاومة  بكل مستوياتها ومحورها هو القدس و فلسطين".

ويشير الى أن "يوم القدس العالمي هو بمثابة الصورة الاستشرافية الناصعة والشاملة المستقبلية والتي على ضوئها تجتمع العقول والقلوب وتجتمع السواعد وكل المقاومين تحت راية المقاومة ويتوحدون تحتها من أجل التمهيد الكبير ليوم ، سيكون يوما للتحرير والنصر ويوما لتحرير القدس والأقصى وتحرير كل أرض فلسطين التاريخية ، وبالتالي تحرير كل المنطقة من بقايا الاستعمار والتبعية والتطبيع والهيمنة الغربية وقاعدتها العسكرية المتقدمة التي تسمى كيان العدو الصهيوني".

ويضيف مُحدّثنا: "هذا التمهيد الكبير يعمل عليه ليلا ونهار ويوم القدس هو الصورة العلمية والاستشرافية التي تلخص كل هذا ".

صراع من أجل الحقّ

أمّا الباحث التونسي في علم الاجتماع هشام الحاجي فيقول لـ"العهد": "يوم القدس العالمي يذكرنا بأن فلسطين هي بوصلتنا الرئيسية والمركزية في ظل الخطابات التي تحرفنا عن هذه البوصلة وتجعل لنا أعداء وهميين، في حين ان عدونا الرئيسي هو هذا الكيان الغاصب ومن وراءه من امبريالية عالمية تريد ان تفرض هيمنتها ليس فقط على العرب والمسلمين بل العالم بأسره"، ويردف "لا بد ان نقاوم كل اشكال الرجعية في الداخل والخارج والتي لا ترى حرجا في التطبيع مع هذا الكيان الغاصب الذي يريد الهيمنة على منطقتنا".

ويلفت الى أن "الصراع هو صراع وجود وليس صراع حدود وهو صراع من اجل الحق والبقاء" .

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم