معركة أولي البأس

الخليج والعالم

صراع النفوذ في الشرق الاوسط.. الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر
15/05/2020

صراع النفوذ في الشرق الاوسط.. الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر

تحدثت الكاتبة تانيا جودوزيان في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست" الأميركي عن "قوى تنافس الولايات المتحدة على النفوذ في الشرق الاوسط"، معتبرة أن "هذه القوى تستخدم نماذج مختلفة أكثر فاعلية من النموذج الأميركي".

وأشارت الكاتبة إلى أن "دولا مثل روسيا والصين وإيران تسعى إلى تكثيف دورها في الشرق الاوسط، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة اتباع سياسة تستند الى نشر قواتها العسكرية وتقديم المساعدات العسكرية، بالإضافة إلى فرض العقوبات".

وقالت الكاتبة إن "روسيا اكتسبت النفوذ من خلال تقديم العروض بإعادة بناء البنية التحتية والمباني وخطوط الأنابيب"، مضيفة أن "العمليات "المدعومة أميركيًا" في المقابل أدت إلى تدمير المنازل والمدن حول المنطقة".

وتابعت أن "روسيا تموضعت للعب الدور الابرز في عملية إعادة بناء سوريا، في حين تُوجَّه التُهم إلى الولايات المتحدة بدعم المجموعات المتطرفة ضد الحكومة السورية"، لافتة إلى أن "موسكو استثمرت كذلك بمبالغ ضخمة في العراق، سواء في قطاع الطاقة أو "البنية التحتية الأمنية" أو الاعلام أو الحكومة".

الكاتبة تحدثت عن "صعود الدور الروسي مع دول الخليج"، مشيرة إلى أن "الزيارات التي قام بها الرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى الرياض ودبي العام الماضي اسفرت عن اتفاقيات بقيمة 3.4 مليار دولار".

وتطرقت الكاتبة إلى "السياسة التي تتبعها روسيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى"، ورأت أن "السياسة هذه تختلف بشكل جوهري عن سجل الولايات المتحدة الذي يشمل العمليات الانقلابية وتغيير الانظمة وغيرها من السياسات".

وأضافت الكاتبة أن "روسيا تقدم عروضا لإعادة اعمار الدول العربية إلى جانب الاتفاقيات التجارية والاستثمارية، بينما يتحدث قادة الولايات المتحدة عن استخدام العراق كنقطة انطلاق للتجسس على إيران، ما يمسّ بالكرامة العربية على صعيد السيادة".

كما تحدثت جودوزيان عن سياسة الصين في المنطقة، وقالت إن "بكين تبنت خطاب "الانخراط الحيادي" مع كل دول المنطقة"، معتبرة أن "الصين تنتهج  السياسة الروسية لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، خلافًا للسياسات الأميركية".

ولفتت الكاتبة إلى أن "الصين اصبحت المستثمر الاكبر في الشرق الاوسط، حيث لعبت مبادرة "حزام واحد طريق واحد" الصينية دورا محوريا في تزايد الوجود الصيني في المنطقة"، موضحة ان الصين تولي أهمية خاصة لهذه المنطقة بسبب اعتمادها على واردات الطاقة وبسبب موقعها الجغرافي، حيث تقع المنطقة "على تقاطع" بين آسيا وأوروبا وأفريقيا".

وقالت الكاتبة إن "الدبلوماسيين الصينيين يعقدون اللقاءات مع كافة الاطراف في اليمن"، مضيفة إن "ذلك يعود إلى رغبة الصين بالاستفادة من موقع اليمن الجيوستراتيجي على صعيد الممرات البحرية".

وتابعت أن بكين "دعمت الحكومة السورية ضد "داعش" والمجموعات المسلحة، وهذا الدعم سببه المشاكل التي تواجهها الصين مع مسلحي "الاويغور"، مشيرة إلى أن للصين أسبابها الاقتصادية في سوريا، إذ إن مدينتي طرطوس ودمشق يمكن أن تكونا بديلا عن قناة السويس كممرّيْن تجارييْن".

وتطرقت الكاتبة إلى علاقات الصين مع العراق، مشيرة إلى أن "صادرات النفط العراقية إلى الصين وصلت إلى 20 مليار دولار في عام 2018"، لافتة إلى أن "ذلك جعل من العراق رابع أكبر مصدر للنفط إلى الصين، وقالت إن "حجم التبادل التجاري بين الجانبيْن وصل اليوم إلى أكثر من 30 مليار دولار سنوياً".

وحول العلاقات الصينية الإيرانية، قالت الكاتبة إن "الدعم الذي قدمته للعراق في الحرب ضد "داعش" سمح بتعزيز نفوذ طهران لدى بغداد"، مشيرة إلى "العلاقات التجارية التاريخية بين البلدين، إضافة إلى السياحة الدينية والتبادل في مجال مصادر الطاقة".

الكاتبة قالت إن "الولايات المتحدة في المقابل وعلى الرغم من التغييرات التي حصلت في المنطقة على مدار العقود الماضية لا تزال تتبنى سياسة تستند إلى العنصر العسكري والتجاري"، مضيفة إن ""الفراغ" الذي يحذر منه البعض بعد الانسحاب الاميركي هو موجود سواء إستمر الوجود الأميركي أم لا".

وأوضحت أن هذا "الفراغ" ليس فراغاً في مجال الردع العسكري أو "الدفاع الإستراتيجي"، بل هو ناتج عن غياب النفوذ الدبلوماسي والتركيز بشكل أساس على العنصر العسكري في السياسة الاميركية حيال المنطقة".

واستبعدت في الختام أن "يكون الفوز من نصيب واشنطن في حال استمرت الاخيرة في سياستها التي تستند بشكل أساس الى العنصر العسكري".

 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم