معركة أولي البأس

الخليج والعالم

المصالح الأمريكية والسعودية تتضارب..
11/05/2020

المصالح الأمريكية والسعودية تتضارب..

توقّفت الكاتبة في مجلة "ذا أمريكان كونسرفاتيف" (The American Conservative) آنيل شيلاين عند سحب الجيش الاميركي مؤخرًا أنظمة صواريخ الباتريوت من السعودية، وتهديدات الرئيس دونالد ترامب لوليّ العهد محمد بن سلمان على خلفية تراجع أسعار النفط.

الكاتبة رأت أن هذه التطورات تكشف عن "الخلل" في العلاقات الاميركية السعودية، مشيرة إلى غياب المصالح المشتركة بين الجانبين. كما أضافت أن على الولايات المتحدة أن تنظر إلى الفترة الحالية على أنها فرصة لإعادة تقييم "الشراكة" مع الاسرة الحاكمة في السعودية، وأردفت أن موضوع أسعار النفط لم يكن سوى أحدث فجوة في العلاقات الثنائية بين الجانبين، وأن العلاقات التي بنيت بين واشنطن والرياض في القرن العشرين لا تتناسب والقرن الواحد والعشرين.

وبحسب الكاتبة، يشير انهيار أسعار النفط منذ بداية عام 2020 الحالي إلى ضرورة إجراء عملية إعادة نظر جوهرية في الإستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط.

وقالت إن تراجع الطلب على النفط يشكل فرصة لتبني سياسة خارجية تخدم المصالح الاميركية في المنطقة، واعتبرت أن وجود القوات الاميركية في المنطقة وإلى جانب الدعم الاميركي للحكام العرب "المستبدين" أدى إلى حالة غضب لدى الشارع العربي توّجت بهجمات الحادي عشر من ايلول.

وأشارت الى إن الولايات المتحدة لما كانت هدفًا للمجموعات الإرهابية لو لم يكن الاميركيون يحمون إمدادات النفط في الشرق الأوسط.

ووفق آنيل شيلاين، يمكن للولايات المتحدة أن تحقّق هدفين اثنين جراء تقليص وجودها العسكري في الشرق الاوسط، وهما تقليص حجم التهديد الإرهابي، ودعم المصالح الأميركية في مجال الطاقة. حرب أسعار النفط التي حصلت في شهر آذار مارس الماضي (بين روسيا والسعودية) تُبيّن كيف أن المصالح السعودية لم تعد تصطف مع المصالح الاميركية.

كذلك استنتجت أن السياسات السعودية التي تضرّ بالولايات المتحدة لا تنحصر بموضوع أسعار النفط، مشيرة إلى مساعي الكونغرس لفرض عقوبات على الرياض بسبب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي وأيضاً الحرب على اليمن.

وذكّرت الكاتبة في مجلة "ذا أمريكان كونسرفاتيف" برسالة مكتوبة وجهها ثلاثة عشر عضواً في مجلس الشيوخ الاميركي يمثلون مناطق أميركية منتجة للنفط إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولقائهم فيما بعد السفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر، حيث طالبوا الرياض بتقليص إنتاج النفط. وأشارت إلى أن حالة الاستياء لدى الجمهوريين من ولايات اميركية غنية بالنفط أدت إلى تآكل الدعم السياسي للعلاقات الاميركية السعودية التي كانت تعاني أصلًا بسبب استياء الديمقراطيين من موضوع جريمة قتل خاشقجي والحرب على اليمن.

الكاتبة تابعت أن قرار تقليص الوجود العسكري الاميركي في السعودية بعد الخلاف حول موضوع أسعار النفط يبدو أنه يهدف إلى تذكير محمد بن سلمان بأنه يعتمد على المظلة الامنية الاميركية.

وحول المساعي السعودية لمنح المزيد من الحريات للمواطنين، قالت الكاتبة إن دولًا خليجية أخرى كانت قد منحت هذه الحريات لمواطنيها منذ زمن طويل، وذكرت في الوقت نفسه أن مجموعة من الناشطات السعوديات اللواتي طالبن بمنح المزيد من الحقوق للنساء لا يزلن في السجن حيث يتعرضن للتعذيب.

الكابتة خلصت الى أن الوجود العسكري الأميركي في الشرق الاوسط سيولّد حالة عداء مع الشارع، وخاصة في السعودية، وقالت إن ثورة النفط الصخري والتقدم في التكنولوجيات البديلة يعني أن الولايات المتحدة لم تعد مضطرة إلى تعريض الامن القومي للخطر من أجل أمن الطاقة.

وشددت على ضرورة أن تواصل الولايات المتحدة المساعي على صعيد نيل "الإستقلال" في مجال الطاقة، وقالت إن بإمكان واشنطن أن تصبح دولة "معتمدة ذاتيًا" من خلال تطوير موارد طاقة محلية قابلة للتجديد والتي لا يمكن أن تهددها حكومات أجنبية أو نزاعات.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم