معركة أولي البأس

الخليج والعالم

ترامب واستراتيجياته الكارثية: فشل أمام تعاظم قوة إيران
01/05/2020

ترامب واستراتيجياته الكارثية: فشل أمام تعاظم قوة إيران

مارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب طوال فترة ولايته نهجا متناقضا في سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط، ففي الوقت الذي أعلن فيه عن انسحاب قوات من المنطقة من جهة، قرر تصعيد استراتجية ضغوطه القصوى ضد إيران من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، قال الكاتب تريتا بارسي في مقالة نشرها موقع "رييل كلير ديفنس" إن "المسار الذي انتهجه ترامب وضع الولايات المتحدة على حافة حرب جديدة مع إيران في المنطقة"، مضيفا إن "ترامب لم يستطع تحقيق أيّ من اهدافه بعد مرور ثلاثة اعوام من "إعادة فرض العقوبات" على طهران، في وقت كثفت طهران فيه من سياسات سعت واشنطن إلى تغييرها".

وتابع الكاتب أن ""الضغوط القصوى" لم تجبر إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، بل وسعت إضافة إلى ذلك لتكثيف أنشطتها النووية"، مشيرا إلى أن "طهران لم توقف برنامج الصواريخ البالستية لديها، وواصلت وكثفت تجاربها على هذه الصواريخ".

ورأى الكاتب أن "اغتيال قائد فيلق القدس السابق في قوات حرس الثورة الإسلامية اللواء قاسم سليماني لم يحقق الهدف المنشود وهو "ردع إيران عن تنفيذ أو دعم المزيد من الهجمات ضد القوات والمصالح الأميركية".

الكاتب أشار الى أن ""الخلاصة المنطقية" للحرب الاقتصادية هي الحرب العسكرية، وأن "الضغوط القصوى لم تؤدِ إلى استسلام إيران بل زادت من احتمال دخول الولايات المتحدة بحرب في منطقة تعهد ترامب بالخروج منها"، مؤكدًا أن "وعود الرئيس الأميركي حول وقف مغامراته في المنطقة ستكون فارغة إذا ما واصل حربه الاقتصادية ضد إيران، باعتباره لا يمكنه ترك المنطقة وفي الوقت نفسه لا يمكنه الدخول بحرب مع إيران".

"ذا أميركان كونسيرفاتيف": على واشنطن ان تبادر لعقد محادثات غير مشروطة مع طهران

بدوره، اعتبر الكاتب دوغ باندو في مقالة نشرتها مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف"  ان "سياسة واشنطن حيال إيران على مدى عقود كانت كارثية"، مذكرا بـ"دور أميركا بالإطاحة بحكومة محمد مصدق عام 1953 ودعمها لحكم الشاه ولصدام حسين في الحرب على إيران، بالإضافة إلى قيام البحرية الاميركية بإسقاط طائرة مدنية إيرانية عام 1988 ما ادى إلى مقتل 290 شخصاً".

الكاتب قال إن إيران "أعادت تنشيط برنامجها النووي" وحافظت على وجودها في سوريا والعراق وواصلت دعمها لليمنيين في ظل الحرب على اليمن، وذلك على الرغم من العقوبات التي فرضها ترامب"، مشيرا إلى أن "طهران قامت الاسبوع الماضي بإطلاق أول قمر صناعي عسكري لها إلى الفضاء"، وحذر من أن "الحرب مع إيران ستسبب فوضى عارمة وستكون كارثية".

وتساءل الكاتب عن سبب تركيز إدارة ترامب على إيران، وقال إن الأخيرة "ليست دولة إرهابية في الحقيقة، إذ إن الأطراف التي تدعمها طهران مثل حركة "حماس" وحزب الله هي في صراع مع "إسرائيل" وليس مع الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن "السعودية في المقابل تستمر في تمويل الفكر الوهابي"، موضحا أن "هذا الفكر يُشيطن المسيحيين واليهود"، ولفت إلى أن "الرياض دعمت المتطرفين في سوريا وتسمح بتمويل الجماعات الإرهابية".
 
وذكّر أن "خمسة عشر خاطفًا من اصل الخاطفين التسعة عشر الذين نفذوا هجمات 11 ايلول/سبتمبر كانوا سعوديين".

وقال الكاتب إن "السبب الحقيقي للتورط الاميركي بالتصعيد ضد إيران هو خوض الحروب بالنيابة عن دول أخرى"، مذكراً بـ"كلام وزير الدفاع (الحرب) الاميركي الاسبق روبرت غايتس الذي قال إن السعوديين يريدون محاربة الإيرانيين حتى آخر أميركي""، مضيفا أن "الرياض معتادة على استئجار الآخرين "للقيام بالعمل القذر"".

الكاتب تابع أن "ترامب يستجيب لرغبات الاسرة الملكية السعودية، التي تقود دولة شمولية سواء على الصعيد السياسي أم الديني"، معتبرا ان "هذا النظام هو الطرف الاكثر مسبباً بإنعدام الإستقرار في المنطقة".

كذلك شدد الكاتب على أن "هدف الصقور المُعادين لإيران هو تغيير النظام في طهران، سواء اعترفوا بذلك ام لا"، مؤكدا أن "على ترامب أن "يخرج من عباءة (ولي العهد السعودي محمد بن سلمان" وأن يرسم سياسة تستند الى المصالح الأميركية".

وأردف أن "ذلك يعني العودة إلى الاتفاق النووي وإنهاء الحرب الاقتصادية ضد إيران، وكذلك وقف التهديدات العسكرية ضد طهران وسحب القوات الأميركية من منطقة الشرق الأوسط".

وختم الكاتب مؤكدا ضرورة أن تبادر الولايات المتحدة إلى عقد محادثات غير مشروطة مع إيران، مشدداً على أن "الانفراج في العلاقات بين طهران وواشنطن وليس الحرب، هو الإستراتيجية الأفضل لتحقيق الامن والاستقرار على الامد الطويل في المنطقة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم