معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كيف سيُغيّر بايدن المشهد الأميركي لو فاز في الرئاسة؟
14/04/2020

كيف سيُغيّر بايدن المشهد الأميركي لو فاز في الرئاسة؟

"إذا فاز بايدن، عليه أن يُعيد تركيب العالم"، بهذه الجملة اختار الباحث المعروف في معهد "بروكينغ" توماس رايت وكيرت كامبل الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية الاميركي بين عامي 2009 و2013 مقالتهما المشتركة في مجلة ذا أتلانتيك، قالا فيها إن نائب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية جو بايدن سيواجه (في حال فوزه بالانتخابات) أصعب تحديات سبق أن واجهها اي رئيس أميركي منذ هاري ترومان عام 1945.

ورأى الكاتبان أنه "في حال فاز بايدن في الرئاسة، فإن طبيعة عامه الأول سيحدده رد فعل الشارع الاميركي على المشاهد المروعة لتداعيات انتشار وباء "كورونا" داخل الولايات المتحدة". وأضافا أن "التحدي "الاول والصعب" لبايدن سيكون موضوع "ميثاق الحكومة"، ما يعني ثقة الشعب بأن تقدم الحكومة الخدمات المطلوبة".

وتابع الكاتبان أن "وباء "كورونا" كشف نقاط الضعف في النظام الاميركي بشكل واضح، وبيّن أن أزمة الحكم في أميركا كانت أسوأ مما كان يعتقد"، وقالا إن "كافة الأطراف داخل الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ذلك"، وأشارا في الوقت نفسه إلى أن "دولا ديمقراطية أخرى مثل تايوان وكوريا الجنوبية ونيوزلندا والمانيا قدمت أداء أفضل بكثير من الأداء الاميركي في التعامل مع "كورونا".

وقال الكاتبان إن "إبقاء أميركا آمنة من المفترض أن يكون من أهم كفاءات الحكومة الفدرالية، سواء كنا نتحدث عن الحزب الجمهوري أو الديمقراطي"، وأضافا أن "هناك من لا يرى الأمر على هذا النحو، ما يؤكد ضرورة وضع "إدارة بايدن" خطوات بناءة من أجل إعادة بناء ثقة الشارع".

أما المهمة الثانية لبايدن، فتتمثل بإحياء الاقتصاد بعد الضرر الاقتصادي الناتج عن أزمة وباء "كورونا"، ولفتا في هذا السياق إلى أن "الوباء كشف أن ملايين الأميركيين يفتقدون أبسط الأمور التي هي من المسلَّم بها في "ديمقراطيات أخرى"، مثل مساعدة العاطلين عن العمل والإجازة المرضية والضمان الصحي".

وبالنسبة "للتحدي الثالث"، قال الكاتبان إنه ذو طابع دولي، وإن إدارة ترامب فشلت في "قيادة وتنظيم" العالم في سياق التعامل مع أزمة "كورونا"، وأضافا أن "ترامب فرض حظر سفر على مواطنين من دول حليفة لأميركا من دون أن ينسق مع هذه الدول، فضلاً عن تنافسه مع الحلفاء على الموارد الطبية، ما جعل الأزمة اسوأ".

الكاتبان شددا على أنه "سيتوجب على "إدارة بايدن" تقديم رؤية حول المستقبل"، وقالا إن "النهضة العالمية هذه المرة (خلافاً لما كان عليه الوضع عقب الحرب العالمية الثانية) ستقودها آسيا، والعالم سيكون متعدد الأقطاب لكن آسيا ستكون المسرح الأساس".

وتابع الكاتبان أن "ذلك يطرح بدوره السؤال حول كيفية التعامل مع الصين"، لافتين إلى أن الصين لا تتعامل بمصداقية حول وباء"كورونا" ما زاد من المخاطر على بقية العالم"، وأضافا أن بكين مارست الضغوط على منظمة الصحة العالمية وبالتالي قوضتها.

وقال الكاتبان إن "كل ذلك يضاف إلى "خصومة إستراتيجية متنامية" حول القيم والمصالح (بين واشنطن وبكين)، بالإضافة إلى ما يتركه ذلك من أثر على الوضع الجيوسياسي في آسيا"، وتابعا أن "المهمة أمام الإدارة الاميركية المقبلة على صعيد كيفية التعامل مع الصين ستكون غير مسبوقة".

الكاتبان قالا إن "التحدي امام بايدن سيتمثل بإقامة علاقات مع الصين لا تتحول بالكامل إلى "منافسة إستراتيجية"، مؤكدين "ضرورة قيام بايدن بتنظيم تحالف دولي" يقدم للصين فرصا ولكن يضع عليها قيودا في الوقت نفسه".

وأردفا أنه "سيتوجب على بايدن تقديم رؤية حول كيفية تعاون واشنطن وبكين حول مشاكل مشتركة مثل الاوبئة والتغير المناخي"، وقالا إن "التحالف" المطروح  يجب أن يقوم بنقل القدرات العسكرية إلى منطقة المحيط الهادىء، وكذلك "إعادة توجيه" القدرات إلى آسيا".

وختم الكاتبان مشدديْن على ضرورة أن يقوم بايدن بعملية "إعادة رسم"، مشيرين إلى أن هذه العملية لن تكون سهلة على الإطلاق.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم