اتفاق ثلاثي يحصّن صفقة "أوبك +"

توافقت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية اليوم الجمعة، في ختام اجتماع وزراء دول مجموعة العشرين، على خفض إنتاج النفط، مع إعلان وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك، أنه جرت الموافقة على إجراءات لتحقيق استقرار الإنتاج، وذلك بعدما تذللت عقبة المكسيك التي كانت ترفض التخفيضات المقترحة على إنتاجها.

وأعلن عن الاتفاق ريان ستون مفوض الهيئة التنظيمية المسؤولة عن تطوير حقول النفط في ولاية تكساس الأميركية في تغريدة له على "تويتر".وجاء في التغريدة: "لقد أنهيت للتو محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك مع ممثلي السعودية وروسيا. لقد حظينا بمحادثة رائعة وإنه لشرف عظيم لي أن أعلن أننا توصلنا إلى اتفاق رسمي".

في الموازاة، تحدث وزير الطاقة الأميركي دان برويليت اليوم الجمعة، عن "وضع قاسٍ في أسواق الطاقة العالمية"، وقال إن "جائحة فيروس كورونا والفائض الضخم من معروض النفط خلقا مزيجًا قاتلًا".

وفي كلمة له في اجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين، قال برويليت "حان الوقت أن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب ... ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض".

وحذّر من أن صناعة النفط ببلاده "تتأثر على نحو خطير" من "التراجعات المدمرة بشكل لا يصدق في أسواق النفط"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع خفضًا في الإنتاج يقارب المليوني برميل يوميًا بنهاية العام.

وكانت إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة الأميركية قالت أمس الخميس إنه من المتوقع أن يتراجع إنتاج الخام الأميركي 470 ألف برميل يوميًا وإنّ الطلب يتجه للنزول نحو 1.3 مليون برميل يوميًا في 2020 في ظل تضرر الأسواق من جائحة فيروس كورونا العالمية.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن "جهود تخفيف تخمة المعروض النفطي العالمي ينبغي أن تكون منسقة"، لكنه لم يذكر إن كانت بلاده ستحدّ من إنتاجها، معتبرًا أن "انتهاج نهج منسق أمر مهم للغاية".

وكانت الرئاسة الروسية "الكرملين" ذكرت في وقت سابق اليوم الجمعة أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب أجريا اتصالاً هاتفياً بينهما وتمّ بمبادرة من الجانب الأميركي، حيث جرى خلال الاتصال تبادل وجهات النظر حول الوضع في سوق النفط العالمية، بالإضافة إلى أزمة كورونا، والتعاون في الفضاء الخارجي.

واعتبر الكرملين أن السوق العالمية كانت لتدخل في حالة فوضى لو قوّضت صفقة "أوبك+"، في حين رأت دول المجموعة ضرورة التعاون لمعالجة أزمة سوق النفط.

هذا، وأعلن رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، البلد الوحيد الذي عارض قرار الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض إنتاج النفط، أنه توصل إلى اتفاق مع ترامب لخفض الإنتاج. وقال أوبرادور إن المكسيك ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، مضيفًا أن ترامب هو الذي تواصل معه.

وصرّح لوبيز أوبرادور أنّ ترامب وافق على خفض الإنتاج الأميركي بمقدار 250 ألف برميل يوميا "كتعويض" عن المكسيك.

وبموجب اتفاق أوبك الجمعة كان على المكسيك خفض انتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميا لكن المكسيك عارضت، وأرادت أن يقتصر خفضها على 100 ألف برميل فقط يوميًا.

وعقد وزراء طاقة مجموعة دول العشرين اجتماعهم الافتراضي اليوم، بعدما تعرقل التوصل لاتفاق لخفض الانتاج بين "أوبك" وحلفائها، مع إعلان المكسيك عن توصلها لاتفاق مع الولايات المتحدة لخفض الانتاج.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم