معركة أولي البأس

الخليج والعالم

أزمة
31/03/2020

أزمة "كورونا" أفقدت ترامب ثقة الشعب الأمريكي

لا يزال تعامل الولايات المتحدة مع أزمة جائحة كورونا مثار جدل واسع في الأوساط الإعلامية الأميركية، ومع تفاقم حدة الأزمة كثرت الأصوات المنتقدة لطريقة إدارة الرئيس دونالد ترامب للمِحنة.

وفي هذا السياق، رأى المفكر الأميركي الشهير فرانسيس فوكوياما أن أهم العناصر التي تحدد أداء الدول في التعامل مع أزمة انتشار فيروس "كورونا" هو قدرة الدولة والثقة بالحكومة.

وفي مقالة نشرتها مجلة "ذي أتلانتيك"، شدد الكاتب على أن عنصر الثقة يعتبر العنصر الأهم، ولفت إلى أن هذا العنصر غائب اليوم في الولايات المتحدة، وأن الأخيرة تواجه مشكلة كبيرة على هذا الصعيد، وتابع أن الثقة تستند إلى عاملين، أولهما إيمان المواطنين بأن حكومتهم تتمتع بالخبرة والمعرفة والقدرة والحيادية المطلوبة للتوصل إلى الأحكام المناسبة، أما العامل الثاني فيتمثل بالثقة بالنظام السياسي والرئيس.

عقب ذلك، حذّر الكاتب من أن الولايات المتحدة تواجه اليوم أزمة ثقة سياسية، مشيرا إلى أن قاعدة ترامب الشعبية – التي تتألف مما بين 30% و40% من السكان الأميركيين – ستدعمه بغض النظر عن أية أمور قد تحصل، مضيفًا أنه جرى تلقين هذه "القاعدة الشعبية" بما أسماه "روايات مؤامرة" تتعلق بالدولة العميقة، وبعدم الثقة بالخبرات التي لا تدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

كذلك تحدث الكاتب عن قيام ترامب بتقويض الأجهزة الأميركية التي يرى أنها معادية  مثل أجهزة المخابرات ووزارتي العدل والخارجية وغيرها، وأردف أن عددا كبيرا من الموظفين في مجال الخدمة المدنية قد خرجوا من المشهد خلال الأعوام الأخيرة، وأن المناصب العالية تُمنح بالوكالة أو لأصدقاء سياسيين لترامب، وقال إن ترامب يضع الولاء الشخصي فوق الكفاءة.

الكاتب تطرق إلى العامل الثاني وهو الثقة بترامب والدائرة المحيطة به، واعتبر أن الرئيس الامريكي ومنذ مجيئه إلى البيت الأبيض لم يحاول مد اليد إلى الجمهور الذي لم ينتخبه، والذي يشكل أكثر من نصف سكان أميركا، كما قال إن ترامب لم يتخذ أية خطوات كان بإمكانها أن تبني الثقة.

وتوقع أن يكون لانعدام الثقة التي أثارها ترامب وإدارته تداعيات وخيمة على السياسة، مشدّدًا على أن العنصر الأهم هو ثقة المواطنين بزعمائهم ووجود دولة "مؤهلة وفاعلة"، وحذر من تعزيز حالة "القبلية" في أميركا ومن أن ذلك لا يترك مجالًا كبيرًا للتفاؤل.

غياب الدور القيادي الأميركي سيصعّب عملية بناء تعاون دولي لمواجهة "كورونا"

في سياق متصل، رأت مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية أن أزمة انتشار فيروس كورونا، وإلى جانب الانتقال نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، تطرح تساؤلات على مستوى العالم حول قدرة الولايات المتحدة على لعب الدور القيادي في مواجهة أزمة عالمية.

وأضافت المجموعة أن إدارة ترامب تتبنى النهج الانعزالي في الوقت الذي تبحث فيه دول العالم عن حلول لأزمة كورونا في أماكن أخرى غير الولايات المتحدة، كما قالت إن تقليص نفوذ أميركا في العالم وإلى جانب المواقف العدائية الأميركية في الاجتماعات الدولية قد زاد من حدة التوتر في العالم وساهم في توهين أميركا.

وبحسب المجموعة، وضعت السياسات التي تبنتها إدارة ترامب في موضوع فيروس كورونا سلامة ملايين الأميركيين في خطر.

وتابعت المجموعة: إن تراجع النفوذ الأميركي داخل المؤسسات الدولية ظهر بشكل واضح الأسبوع الفائت، عندما فشلت الدول السبعة الكبرى بالتوصل إلى بيان "حقيقي" حول أزمة كورونا، مشيرة إلى أن عدم التوصل إلى إجماع بين الدول السبعة حول صدور هكذا بيان يعود إلى مطالبة الولايات المتحدة بوصف فيروس كورونا "بفيروس ووهان".

المجموعة خلصت إلى أن غياب الدور القيادي الأميركي وسط أزمة عالمية سيصعّب من عملية بناء تعاون دولي لمواجهة فيروس كورونا.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم