الخليج والعالم
الصفحة الأجنبية: واشنطن قلصت اهدافها الاستراتيجية في سوريا
أكد السيناتور الأميركي الجمهوري راند بول ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يستعد للبدء بخفض الوجود العسكري الاميركي في أفغانستان وتنفيذ وعده بالانسحاب من سوريا.
وبحسب مجلة "بوليتكو، فقد التقى بول بترامب في اجتماع مغلق مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي، وجرى بحث موضوع الانسحاب الاميركي من سوريا، فيما لم يتحدث بول عن تفاصيل خطط ترامب، إلا انه قال إن الرئيس الأميركي يدرك "اننا بحالة حرب لفترة اكثر مما يجب وفي عدد من الاماكن اكثر مما يجب".
وأضاف بول ان "ترامب سينفذ وعده حول سوريا وسيبدأ بتغييرات جديدة في افغانستان"، وقال : "سيتم التعاطي مع الامور بشكل مختلف"، واشار إلى ان "الولايات المتحدة لن تبقى في افغانستان الى أجل غير مسمى و انه سيكون على الافغانيين لعب دور اكبر".
واوضح ان قرارات ترامب واصراره على تنفيذها لا تعني ان الولايات المتحدة ستكون مجرد متفرج على الأحداث، مؤكدا أن أميركا ستبقى متواجدة "لفترة اطول مما أريد"، مضيفا ان "ترامب يدرك انه يجب إنهاء أطول حرب اميركية"، وذلك في اشارة الى الوجود العسكري الاميركي بافغانستان.
السيناتور الجمهوري قال انه "بحث الأوضاع في سوريا بشكل مكثف مع ترامب"، موضحا ان ترامب تحدث حول "التأكد من ان داعش لن يشكل مشكلة"، ولفت إلى "ان اميركا لن تكون متواجدة بهذه الاماكن الى اجل غير مسمى"، على حد قوله.
مسؤولون عسكريون اميركيون: تضييق اهداف الوجود العسكري الاميركي في سوريا
من جهته، أشار موقع "ديفينس وان" إلى ان مسؤولا عسكريا اميركيا علق على قرار ترامب الانسحاب من سوريا وأكد ان القوات الاميركية ستطبق القرار بعد هزيمة "داعش".
ونقل الموقع عن رئيس أركان الجيش الاميركي مارك ميلي قوله :"نحن عازمون على استكمال المعركة ضد "داعش" ومن ثم تسليم المعركة الى شركائنا الاصليين"، وذلك بعد ساعات من تفجير انتحاري ادى إلى مقتل اربعة اميركيين بمدينة منبج السورية واعلن "داعش" مسؤوليته عنه.
واضاف التقرير ان في "في وقت لم يحدد ميلي توقيت الانسحاب الاميركي من سوريا، اشار إلى تغيير الهدف الأميركي للتواجد العسكري في سوريا"، مشيراً الى ان الولايات المتحدة كانت تنوي البقاء في سوريا حتى التوصل الى اتفاق استناداً الى مسار جنيف.
وتابع ان كلام رئيس اركان الجيش الاميركي يشير إلى ان مهمة القوات الاميركية لن تشمل ما قاله مستشار الامن القومي جون بولتون قبل اشهر عن بقاء القوات الاميركية في سوريا طالما بقيت "القوات المدعومة من ايران.
روبرت فورد: لا يمكن لاميركا ان تحل مشكلة "داعش"
رأت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها أن "حادثة مقتل 4 أميركيين في مدينة منبج السورية تشكل الحادثة الأولى من حيث عدد القتلى الأميركيين في الخارج منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة".
التقرير أشار إلى أن "حادثة مقتل الجنود الأميركيين جاءت بعد أقل من شهر على إعلان ترامب هزيمة "داعش"، ونيته سحب القوات الاميركية من سوريا"، ولفت التقرير في الوقت نفسه إلى أن "داعش" أعلن مسؤوليته عن هجوم منبج".
كذلك قال التقرير إن "تفجير منبج يظهر بأنه من المرجح أن يبقى "داعش" قوة لا يستهان بها في سوريا في المستقبل المنظور"، مشيرًا إلى أن "بعض الأصوات اعتبرت أن الهجوم نتيجة مباشرة لإعلان ترامب الانسحاب من سوريا".
ولفت التقرير في هذا السياق إلى ما قاله السيناتور الديمقراطي جاك رييد بأن "إعلان ترامب الانسحاب كان خطأ استراتيجيا للمنطقة بأكملها".
التقرير تابع بأن "الوفيات الأربعة للقوات الأميركية ضاعف عدد القوات الاميركية الذين قتلوا بنيران عدائية في سوريا منذ بدء الوجود العسكري الاميركي قبل نحو ثلاثة اعوام"، كما عاد وأشار إلى أن "حادثة منبج أدت إلى وقوع عدد القتلى الأميركيين نفسه الذين قتلوا في النيجر في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2017".
التقرير رأى أن قيام الإدارة الأميركية بالفصل بين القضاء على "داعش" والإبقاء على "وجود ما بين 20 و30 ألف مسلح في كل من سوريا والعراق ضيق هدفها"، مشيرا في المقابل الى ان "بعض الخبراء يعتبرون ان هذا هو الهدف الواقعي الوحيد".
وفي هذا السياق نقل التقرير عن السفير السابق لدى سوريا "روبرت فورد" قوله أن "حادثة منبج تثبت أنه لا يمكن إنهاء وجود تنظيم "داعش" من خلال القوات الأميركية"، كما نقل عن فورد بأن "على العراقيين والسوريين انفسهم ان يتعاملوا مع داعش".
تحذيرات من وقوع المزيد من القتلى بصفوف الجيش الاميركي بعد حادثة منبج
الهجوم الانتحاري الذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه في مدينة منبج السورية، تناوله موقع "ناشونال إنترست"، وفي هذا السياق نقل الموقع عن الخبير جوشوا لانديس قوله إن "مزيدًا من الجنود الأميركيين سيقتلون في حال قررت واشنطن لعب دور الشرطي وإقامة منطقة عازلة بين المناطقة التركية والكردية في سوريا".
التقرير نقل عن الضابط العسكري الاميركي المتقاعد دانيال دايفيس قوله إن "الاحتلال الاميركي الطويل الامد في سوريا يحمل معه العديد من المخاطر مثل اقامة تحالفات بين الخصوم وإغضاب الاتراك وخلق مشاعر اسلامية قومية في العراق وسوريا،اضافة إلى الانفاق على بناء الاوطان والمخاطرة بنزاع مع روسيا".
وتابع التقرير نقلا عن دايفيس:"كلما قامت ادارة ترامب بتأجيل الانسحاب من سوريا كلما سيتم التضحية بجنود اميركيين من دون جدوى، لذلك حان الوقت لتنفيذ الكلام وسحب القوات الاميركية من سوريا".
بدوره، قال الضابط العسكري المتقاعد دوغلاس ماك غريغور-بحسب الموقع- إن "خوض الحروب الأهلية بالنيابة عن الآخرين ليس من مهام القوات المسلحة الأميركية"، ونقل الموقع عن ماك غريغور-الذي كان مرشحًا لتولّي منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب-قوله إن "مقتل الجنود الاميركيين بالرغم من انه مأساوي إلا أن الكثيرين في واشنطن سيحاولون استثماره للبقاء في سوريا الى اجل غير مسمى، وذلك يجب ان يعزز عزم ترامب على الانسحاب".
وختم التقرير، متناولا ما قاله الخبير لانديس، من أنه "كلما تم الاسراع بالتوصل الى اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والدولة السورية على انشاء قوة شرطة مشتركة تسمح للانسحاب الاميركي، كلما هو افضل"، وعاد التقرير ونقل عن الضابط المتقاعد دايفيس قوله إن "الاستراتيجية الاميركية يجب ان لا تركز على الامساك بمناطق في الخارج بل على جمع المعلومات من اجل منع هجمات ارهابية داخل اميركا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024