معركة أولي البأس

الخليج والعالم

السياسة الأميركية في العراق.. هل تَحوَّل ترامب إلى جورج بوش ثانٍ؟
19/03/2020

السياسة الأميركية في العراق.. هل تَحوَّل ترامب إلى جورج بوش ثانٍ؟

تحدث موقع "ديفانس وان" في تقرير نشره اليوم الخميس عن انسحاب القوات الأميركية من عدد من القواعد في العراق، ومن بينها قاعدة في منطقة القائم الحدودية مع سورية، مشيرا إلى أن هذا التطور يأتي في ظل تزايد الهجمات التي تعرضت لها القوات خلال الأسبوع الماضي وسقوط قتلى من قوات "التحالف الدولي".

ولفت الموقع إلى أن "هجومين اثنين من أصل الهجمات الأربعة الأسبوع الماضي استهدفت معسكر "التاجي""، وقال إن "القوات الأميركية ردت على الهجوم الأول لكن لم ترد على الثاني"، ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن "الثاني كان هجوما متطورا، وقد أدى إلى إصابة ثلاثة جنود من "قوات التحالف" وعراقيين اثنين".

الموقع أشار إلى أن "مسؤولين في "البنتاغون" زعموا في وقت سابق أن الانسحاب الأميركي سببه "نجاح" تحقق في حربهم ضد تنظيم "داعش""، مضيفا أن "قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكنزي لم يتحدث عن اي خطط للانسحاب خلال جلسة استماع أمام الكونغرس الاسبوع الماضي".

صواريخ "باتريوت" لن تكون قادرة على حماية القوات الاميركية في العراق بعد الآن

وفي سياق متصل، اعتبر الكاتب دوغ باندو في مقالة نشرتها مجلة "ذا أميريكان كونزيرفاتف" أن "سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في العراق تشبه تلك التي تبناها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن".

وقال الكاتب إن "الجيش الأميركي يحتل العراق ويقتل العراقيين، في وقت ترفض واشنطن الانسحاب من البلاد"، مشيرا إلى أن "الهجمات الأخيرة التي استهدفت الوجود الأميركي تؤكد ضرورة خروج هذه القوات من البلد على الفور".

وأشار الكاتب إلى "تصريح مسؤول أميركي لصحيفة "فايننشال تايمز" قال فيه إن القوات العراقية قادرة على محاربة تنظيم "داعش" من دون دعم أميركي".

ورأى أن "السبب وراء بقاء القوات الأميركية في العراق هو أن ترامب يسعى للضغط عسكريا على إيران"، موضحا أن "واشنطن تهدد إيران عسكريا الآن بعدما أعلنت حربا اقتصادية عليها".

وتطرق الكاتب للحديث عن تناقضات تكتنف الخطاب الأميركي، لافتا إلى تصريح ماكينزي حول استمرار ارتفاع حدة التوتر في العراق، بعد أن كان قد رجّح نجاح معادلة "الردع" ضد إيران باغتيال قائد فيلق القدس الشهيد اللواء قاسم سليماني.

الكاتب تحدث عن تعرض السفارة الأميركية في العراق والقواعد التي فيها قوات أميركية إلى 25 هجوما بواسطة ما يزيد عن 160 صاروخا، وذلك منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكدا أن "العراقيين يصبون غضبهم على الولايات المتحدة، كما ان الجيش في حالة عداء مع واشنطن بسبب أفعالها".

ووصف الكاتب الخطط الأميركية للانسحاب من بعض القواعد في العراق بـ"المسكنات"، محذرا من أن صواريخ "باتريوت" لن تكون كافية لحماية القوات الاميركية، إذ إنها قادرة فقط على التصدي لصواريخ طويلة المدى".

وأضاف أن "الولايات المتحدة في حالة إفلاس في ظل عجز وصل إلى نسبة ترليون دولار، في وقت يبحث فيه المسؤولون الأميركيون تخصيص مبلغ ترليون دولار لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا".

بناء عليه، شدد الكاتب على ضرورة أن تكف واشنطن عن "هدر مالها على حروب "أبدية وغير مثمرة" في الشرق الأوسط، بلغت كلفتها 6.4 ترليون دولار".

وختم الكاتب قائلا : "حان وقت رحيل القوات الأميركية قبل أن يُقتل المزيد من الأميركيين في العراق من دون جدوى".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم