الخليج والعالم
مُسلمو الهند يُقتلون وتُحرق منازلهم..
بعد تدهور الأوضاع الأمنية منذ نهاية شهر شباط/فبراير الماضي في الهند وتعرّض المسلمين هناك لاعتداءات وحشية من قبل الهندوس سقط إثرها عشرات الضحايا والجرحى، انتشرت مقاطع فيديو تظهر مجموعات كبيرة من المسلمين وهو يخرجون في تظاهرات غاضبة جراء الانتهاكات المستمرّة بحقهم.
بالموازاة، نقلت تقارير إعلامية تفاصيل إحراق منازل وممتلكات مسلمين من طرف متطرفين هندوس كانوا يرددون شعارات دينية أثناء اعتداءاتهم.
وأفادت التقارير أن سيدات مسلمات أكدن أن المتطرفين الهندوس أشعلوا النيران في متاجر ومنازل مسلمين، وألقوا عليها قنابل مولوتوف وأسطوانات غاز، في ظل غياب تام للشرطة التي لم تأتِ إلّا بعد فترة طويلة على الرغم من اتصالات متكررة بها وتأكيدها أنها ستحضر خلال خمس دقائق.
واضطرت كثير من النساء إلى الفرار من المكان برفقة أطفالهن، وقد تركن ممتلكاتهن خلفهن.
ونقلت شبكة "بي.بي.سي" البريطانية عن ضحايا من النساء قولهن إن المعتدين مزقوا ملابسهن أمام أطفالهن.
وانتشرت عدة مقاطع فيديو تظهر مواطنين هنودًا مسلمين وقد غطّت الدماء وجوههم، وأجبِروا على الانبطاح وترديد أناشيد خاصة.
الاعتداءات لم يسلم منها حتى الصحفيون الذين كانوا يغطون التطورات، إذ ضُرب أحدهم وكُسرت أسنان صحافي ثان، بينما اضطر آخرون للكشف عن هويتهم الدينية تحت التهديد.
وقال مصور صحيفة "تايمز أوف إنديا" أنينديا جاتوبادهاي إن مجموعة من الهندوس حاصروه في منطقة أثناء تغطيته الاحتجاجات، ليضايقوه عبر الضغط عليه للكشف عما إذا كان مسلما أم هندوسيا.
أما مراسل "تلفزيون نيودلهي" أرفيند غوناسكار فقد تعرّض للضرب من قبل مجموعة هندوسية أثناء تصويرهم بهاتفه وهم يهدمون حائط مقبرة للمسلمين.
بدوره، الكاتب البارز بريم شانكار جها الذي عمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الدولي، وكان مستشارا إعلاميا لرئيس وزراء الهند الأسبق في بي سينغ، أكد أن الأوضاع في الهند لا تبشر بخير بالنسبة للمسلمين مع تنامي خطاب الكراهية ضدهم، وما يظهر أنه تشجيع ضمني للسلطات للتخلي عن واجبات الحفاظ على الأرواح والممتلكات في البلاد.
وتساءل الكاتب عمّا "جعل الشرطة تتخلى عن واجبها في الحفاظ على القانون، والبدء في خرقه بدلا من ذلك"، مبرزا أن "الجواب المباشر هو التوجيهات التي تلقتها ربما بشكل صريح، ولكن بالتأكيد من خلال إشارات ضمنية من كبار القادة في الحكومة، بدءا من رئيس الوزراء ناريندرا مودي نفسه، فمنذ مجيء ناريندرا مودي رئيسا لوزراء الهند عام 2014، وضع كثير من المسلمين أيديهم على قلوبهم خشية مما سيقع وكانوا متأكدين من حدوثه".
وسبب هذا اليقين معرفتهم بماضي مودي الذي انضم في شبابه إلى المنظمة القومية الهندوسية (راشتريا سوايامسيفاك سانغ)، وترأس ولاية غوجارات ما بين عامي 2001 و2014، ووجهت له انتقادات واسعة بسبب عدم تحركه خلال اضطرابات قتل فيها مئات المسلمين بالولاية.
بدورها، نشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية فيديو يظهر تورّط عناصر في الشرطة الهندية بالاعتداءات الطائفية على المسلمين في العاصمة دلهي قبل أيام.
وأظهرت مشاهد قيام عناصر من الشرطة بالتحرك برفقة مجموعة هندوسية متطرفة في الاعتداء على المسلمين بشكل علني.
كما بدا أحد عناصر الشرطة في الهند وهو يقوم بتوجيه المجموعات المتطرفة لكيفية الهجوم على المسلمين.