معركة أولي البأس

الخليج والعالم

قمة بوتين أردوغان ومأزق الأخير
05/03/2020

قمة بوتين أردوغان ومأزق الأخير

محمد عيد

يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وضع لا يحسد عليه بعدما اتضحت الصورة بشكل كامل حول تخلي حلفائه عنه وتآلف حلفاء دمشق حولها. وهو يحاول المناورة مجددا وجس بقية الصبر الروسي على تقلباته المستمرة ونكثه الدائم للتعهدات.

المركز الاستشاري الإيراني يخرج عن صمته

تمر سوريا والأقليم بمرحلة صعبة على الصعيد السياسي والعسكري بعد التدخل التركي مباشرة مع الإرهابيين بمعركة الشمال التي أخذت طابع التصعيد العسكري والجمود السياسي بعد شهرين من بدء عملية التحرير من قبل الجيش السوري وحلفائه.

وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري يرى المحلل السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسام طالب أن هذا التصعيد نتج عنه تداعيات خطيرة على مستوى الميدان باستهداف الجيش السوري وحلفائه وبشكل مباشر من طائرات تركيا المسيرة التي لم توفر حتى قاعدة حميميم "ما جعل المركز الاستشاري الإيراني في سوريا ينطق بكلام لا يفهم منه إلا التهديد للنقاط التركية التي على مرمى حجر من الحليف الإيراني".

طالب يرى أنه "وبمعزل عما يمكن أن تفرزه المباحثات السياسية وخصوصا بين الجانبين الروسي والتركي فإن التقدم من الجيش السوري وحلفائه مستمر بريف إدلب بعد تأمين حلب وفتح الطريق الدولي الذي كان صفعة قوية للتركي ومرتزقته".

وأضاف "مع احتداد شدة المعارك جنوب إدلب وخصوصاً بعد إعادة تحرير مدينة سراقب المطلة على الطريق بمسافة 6 كم برز الدعم التركي بشكل غير محدود للجماعات الإرهابية وعلى رأسهم جبهة النصرة ولواء المعتصم وحراس الدين ولأول مرة تدخل الطائرات المسيرة وصواريخ ستنغر الأمريكية المضادة للطائرات المعركة بهذه الكثافة، لكن خبرة الجيش السوري وحلفائه حيدت هذه الأسلحة بشكل كبير عن المعركة التي لم تأخذ الطابع الدولي لعدم مشاركة الناتو بها".

تنسيق تركي صهيوني

وبين الخبير في الجماعات الإسلامية أن الجميع يتحدث عن مأزق أردوغان "وهذا صحيح، فهو فشل بتفعيل بنود "الناتو" لدخول معركة الشمال، وفشل في جر أمريكا للحرب وهي التي تتحسس رأسها شرق الفرات، وفشل أيضاً بتحييد الحليف الروسي والإيراني عن دعم الجيش السوري، كل هذه المعطيات ووصول عشرات القتلى من الجيش التركي إلى بلادهم زاد من مأزق اردوغان الذي بات بين خيارين أحلاهما مر فهو غير قادر على الاستمرار بالمعركة وحيداً وغير قادر على التراجع ما يُعجّل بهزيمته داخلياً وخارجياً".

طالب لفت إلى أن الإسرائيلي دخل بالمعركة بشكل محدود عبر محاولته تشتيت قوة الجيش السوري باعتداءات من الجنوب "وهذه الاعتداءات كانت بالتنسيق الكامل مع العدو التركي حيث تزامنت مع هجمات للتركي ومرتزقته شمالاً"، مشيرا إلى أن أردوغان لم يستطع وقف تقدم الجيش السوري رغم كل محاولاته ودعمه المباشر للإرهاب "وبات من الغباء التفكير بانسحاب الجيش السوري من أي شبر حرره من الاحتلال التركي".

 

رجب طيب أردوغان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل