الخليج والعالم
ما وراء اتفاق "طالبان" وواشنطن..
توقّفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عند الإتفاق الذي عقد بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت الماضي، معتبرة أن ما جرى "لا يعني إحلال السلام في البلاد".
وقال الكاتب كيم سنجوبتا في مقالة نشرتها الصحيفة إن "أفغانستان لم تعد مجرد ساحة مواجهة بين "طالبان" من جهة والحكومة الأفغانية وحلفائها الغربيين من جهة أخرى"، مشيرا إلى "وصول تنظيمي "داعش" و"القاعدة" خلال الأعوام الاخيرة وتفعيل نشاط مجموعات وكيلة للجيش الباكستاني مثل "شبكة حقاني"".
وشدد الكاتب على ان ""داعش" و"القاعدة" لن يسلما أسلحتهما بعد التوصل إلى إتفاق بين "طالبان" والأميركيين، محذرا من أن التنظيمين سيقدمان نفسيهما على أساس أنهما "الجهاديان الحقيقيان" ضد الاحتلال الاجنبي"، ورجّح ان "يتمكنا من تجنيد مقاتلين من "طالبان"، يعارضون كل قرارات إجراء المفاوضات مع الأميركيين".
وفي سياق متصل، قالت الكاتبة كاثي جيلسينان في مقالة نشرت على موقع "ديفانس وان" الأميركي إن الوجود الأميركي في أفغانستان بدأ بالتراجع منذ بداية حقبة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن"، مشيرا إلى أن الهدف الذي أعلنه بوش حينها كان القضاء على "القاعدة" و"طالبان" بالكامل، بالإضافة إلى إحلال الاستقرار والحرية والسلام"، على حد تعبيرها.
الكاتبة لفتت إلى أن "الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما تحدث كذلك عن إضعاف "طالبان"، مؤكدا ضرورة أن تقوم الحركة بنبذ العنف واحترام النساء والالتزام بالدستور الأفغاني"، مضيفة أن "الرئيس الحالي دونالد ترامب حدد هدفه بمجرد خفض العنف الخروج من أفغانستان".
عقب هذا السرد، ذكرت الكاتبة أن "أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان تراجعت مع مواصلة الحرب، قبل أن توقع على الاتفاق مع طالبان قبل ايام".
واعتبرت أن "الاتفاق بين "طالبان" وواشنطن يمنح الطرفين هدنة لمدة سبعة ايام ويدعو إلى محادثات "أفغانية- أفغانية"ويرسم خطة للانسحاب الاميركي الكامل في غضون 14 شهراً".
كما لفتت الكاتبة إلى أن "الاتفاق ينص على سحب القوات الاميركية خلال الفترة المذكورة شرط أن تلتزم "طالبان" بتعهداتها المنصوص عليها"، وقالت إن الحركة "استطاعت أن تراوغ بمسألتين تتعلقان بالعلاقات مع تنظيم "القاعدة" وحقوق النساء".
وأشارت في هذا السياق إلى أن ""طالبان لم تتخلَّ رسميًا عن تنظيم "القاعدة" ولم تعترف كذلك بالحكومة الافغانية، بل اعلنت أن "القاعدة" لا يمكن أن تستخدم اراضيها (اراضٍي تسيطر عليها طالبان) من أجل تهديد الولايات المتحدة أو حلفائها، وأنها ستشارك في محادثات أفغانية –أفغانية".