معركة أولي البأس

الخليج والعالم

22/02/2020

"نيويورك تايمز" تثير جدلًا بنشرها مقالًا لقيادي من "طالبان" مصنّف إرهابيًّا

توقّف الكاتب الأميركي بيتر بيرغن عند مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" لنائب زعيم حركة "طالبان" الأفغانية سراج الدين حقاني معتبرًا أنها أثارت انتقادات وجدلًا واسعًا.

وأشار بيرغن في مقالة نشرتها شبكة "سي أن أن" الأميركية  إلى أن "نيويورك تايمز" وصفت حقاني بأنه "نائب زعيم حركة طالبان"، وهذا لا يكشف حقيقة هذا الشخص ووظيفته"، مضيفة أن "مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "الـFBI" سبق أن صنفه على أنه "إرهابي دولي" كما عرض مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تساعد على اعتقاله".

ولفت الكاتب إلى أن "وزارة الخارجية الاميركية عرضت جائزة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى محاسبة حقاني أمام العدالة"، وذكر أن "الإرهابي الوحيد الذي عرضت الوزارة مقابل اي معلومات عنه مكافأة أكبر هو زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري"، متسائلا عما إذا كانت "نيويورك تايمز" ستنشر في المستقبل مقالة للظواهري نفسه".

وتابع أن "حقاني مطلوب للتحقيق معه على خلفية اعتداء نفذ على أحد الفنادق في العاصمة الأفغانية كابول في اوائل العام 2008 ادى إلى مقتل ستة اشخاص من بينهم مواطن أميركي، بحسب الـFBI"، مشيرا إلى "معلومات تفيد أن حقاني كان متورطاً في محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي في العام نفسه".

الكاتب ذكر أن "العناصر العاملين مع حقاني قاموا على مدى الاعوام العشرة الماضية تقريباً باختطاف مواطنين أميركيين، من بينهم صحفي عمل لدى "نيويورك تايمز"، وقال إنه "كان من الأجدر للصحيفة ان تزود قراءها بهذه المعلومات، من أجل تقييم ما ورد في مقالة حقاني".

"نيويورك تايمز" تثير جدلًا بنشرها مقالًا لقيادي من "طالبان" مصنّف إرهابيًّا

كما لفت الكاتب إلى أن "العديد من الأفغانيين شعروا بغضب شديد بعدما نشرت "نيويورك تايمز" مقالة حقاني"، مضيفا أن "جنودًا أميركيين سابقين شاركوا في الحرب في افغانستان استاؤوا من الموضوع".

وتطرق الكاتب إلى كلام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي قال إن الولايات المتحدة ستوقع على اتفاقية سلام مع حركة "طالبان" بتاريخ 29 شباط/فبراير الجاري، شرط خفض أعمال العنف خلال الفترة الزمنية الفاصلة حتى التاريخ المذكور (وهي فترة اسبوع)"، معتبرا أن تنفيذ هذا الشرط لا يعتبر ذلك الإنجار الكبير، إذ إن افغانستان لا تشهد الكثير من القتال في هذا الوقت من العام تحديداً بسبب الطقس البارد في البلاد خلال فصل الشتاء".

ورأى أن "الإدارة الأميركية تسرعت خلال مفاوضاتها مع "طالبان"، وإن "المفاوضات هذه هي اشبه بمفاوضات حول الانسحاب من افغانستان أكثر مما هي مفاوضات "سلام""، باعتبارها تتزامن مع موسم الانتخابات الرئاسية الاميركية.

وشدد الكاتب على ضرورة استمرار الوجود الاميركي في أفغانستان، مقترحا في هذا السياق نشر اعداد صغيرة نسبياً من قوات العمليات الخاصة الاميركية من أجل تنفيذ "مهام مكافحة الإرهاب" ومساندة الجيش الافغاني، بالإضافة إلى نشر مدربين اميركيين من أجل تدريب القوات الجوية الأفغانية، فضلاً عن عناصر استخباراتية تساعد في منع أفغانستان من العودة إلى ملاذ للإرهاب"، على حد قوله.

القائد السابق للقوات الاميركية في أفغانستان جون الين: نشر مقالة لحقاني هو "شرعنة للإرهاب"

 وفي سياق متصل، رأى القائد السابق للقوات الاميركية في أفغانستان جون الين في مقالة نشرها موقع معهد بروكينغز أن نشر "نيويورك تايمز" مقالة لحقاني  هو قرار يستحق الإدانة"، واصفا حقاني بـ"القاتل بدم بارد والإرهابي".

وقال الين إن "حقاني يتحمل مسؤول عن مقتل آلاف الأفغانيين"، مضيفا أنه "لا يستحق منبراً بل يجب إدانة قرار نشر مقالته".

وتابع الكاتب أن "شبكة حقاني كانت من أخطر المجموعات عندما كان (الكاتب) قائد القوات الاميركية في أفغانستان"، وقال إن "الشبكة تشكل مكوناً مركَّزاً من حركة "طالبان"، وإنها في الوقت نفسه على علاقة وطيدة بكل من تنظيم "القاعدة" والاستخبارات الباكستانية".

وذكر أن "شبكة حقاني وحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" يتبنون الفكر المتطرف، وأن سراج الدين حقاني نفسه لعب دورا مركزيا في اعمال العنف في أفغانستان".

وختم الين قائلا إن "نشر مقالة لحقاني هو "شرعنة للإرهاب" ويضر بالشعب الافغاني ويشوه كذلك سمعة "نيويورك تايمز"".

افغانستانطالبان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة