الخليج والعالم
مُطالبات أوروبية بمقاطعة قمة العشرين في الرياض بعد قضية اختراق هاتف بيزوس
بعد أن أثار تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية قرصنة هاتف مؤسس موقع "أمازون" ومالك صحيفة "واشنطن بوست" جيف بيزوس قلقا من قبل جهات دولية عديدة، تتوالى المخاوف من احتمال تورط المملكة بالتجسس على شخصيات أجنبية جديدة.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ذكرت أن "رئيس الوزراء بوريس جونسون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تبادلا على الأرجح رسائل عبر تطبيق المراسلات الفورية "واتساب"، ونقلت عن مسؤولين سابقين في الحكومة البريطانية يوم أمس الجمعة، أن "رئاسة الوزراء البريطانية رفضت التعليق على هذه المسألة، في حين قال متحدث باسم جونسون إنه "ليس من الوارد التعليق على الترتيبات الأمنية للوزراء".
وسبق لصحيفة "التايمز" البريطانية أن "تحدثت عن أن الكشف عن هذه المعطيات تزامن مع اتهامات لابن سلمان بتورطه في اختراق هاتف بيزوس".
من جانب آخر، طالبت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي ماريا أرينا، الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في حضوره لقمة مجموعة العشرين، المزمع عقدها في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
واعتبرت أرينا ان التجسس على هاتف بيزوس هو "مبعث قلق كبير"، مضيفة أن "هذه القرصنة تندرج ضمن نمط أوسع من المراقبة السعودية للمعارضين، من ضمنهم الصحفي جمال خاشقجي الذي تعرض للقتل وتقطيع جثته داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول".
وأردفت أن "قدرات القرصنة الإلكترونية تعد أداة قوية لاستهداف وتخويف كل من ينتقد الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان".
بدورها، قالت لجنة حماية الصحفيين الدولية أن "اختراق هاتف جيف بيزوس يثير القلق بشأن حرية الصحافة في السعودية والانتهاكات التي طالتها".
واستعرضت اللجنة تسلسلا زمنيا لأبرز ما وصفتها بهجمات السلطات السعودية ضد الصحافة منذ تسلم ولي العهد السعودي منصبه، في حزيران/يونيو 2017؛ أبزرها مقتل خاشقجي، وسجن عشرات الصحفيين، بالإضافة إلى استخدام برمجيات حاسوبية خبيثة لاختراق هواتف الصحفيين المعارضين في الخارج.
وأصدر المحققان أغنيس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، وديفيد كاي، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية التعبير الأربعاء الماضي بياناً، أشارا فيه إلى احتمالية تورط بن سلمان في عملية اختراق هاتف بيزوس، مشيرين إلى أن "تلك المزاعم تتطلب تحقيقاً فورياً من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية".
وأوضح البيان أن "توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن مزاعم بأن بن سلمان أمر أو حرّض على قتل خاشقجي"، وتابع أنه "بينما كان مفترضاً أن تحقق السعودية في مقتل خاشقجي كانت تستهدف سراً وعلانية جيف بيزوس"، وقال "معلوماتنا تشير إلى احتمال تورط بن سلمان بمراقبة بيزوس للتأثير على صحيفة واشنطن بوست بشأن السعودية".