الخليج والعالم
لماذا قالت "نيويورك تايمز" لترامب "لا الأمر يستحقّ"؟
"لا سيادة الرئيس.. الموضوع يستحقّ"، بهذا العنوان توجّهت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي غرّد قبل خمسة أيام قائلًا: "الإعلام "المضلّل" وشركاؤه الديمقراطيون يعملون ليتأكدوا ما اذا كانت هجمات سليماني حتمية أو لا، وما اذا ما كان فريقي موافقًا على ذلك. الإجابة على ذلك: نعم بقوّة.. ولكن الأمر غير مهمّ بسبب ماضيه الوحشي"، وفق زعمه.
ادّعاءات ترامب استدعت ردًا من الصحيفة التي جزمت أن "ليس لديه مبررات واضحة لقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني أو لسياسته الخارجية"، وقالت إن "أحد الأسباب الرئيسية للنزاع بين الولايات المتحدة وإيران هو انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران وفرضها العقوبات على طهران"، لافتة الى أن "اغتيال اللواء قاسم سليماني لم يكن عملًا مشبوهًا من الناحية القانونية والأخلاقية فحسب، بل قد يأتي بنتائج عكسية جراء قيام إيران أو أحد حلفائها بالرد"، وأضافت أن "من شأن الاغتيال توسيع الفجوة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، مشيرة إلى أن "واشنطن لم تبلغ أيًا من الحلفاء الأوروبيين بوقت مسبق عن خطتها لاغتيال سليماني، ولفتت أيضًا إلى أن أيًّا من الدول الأوروبية لم يؤيد الاغتيال".
وتابعت الصحيفة أن قرار كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا اتهام إيران بخرق الاتفاق النووي قد لا يكون تعبيرا عن التضامن مع واشنطن كما بدا الأمر في البداية، متحدّثة في هذا السياق عن التقارير الإعلامية التي أفادت بأن إدارة ترامب قد هددت الأوروبيين بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 25 بالمئة على السيارات الأوروبية في حال عدم اتخاذهم هذا الموقف ضد إيران.
وأردفت الصحيفة أن اغتيال سليماني يحمل بصمات المقاربة "المفككة" التي تتبناها إدارة ترامب على صعيد الشؤون الخارجية، وشددت على أن الاغتيال عمل غير قانوني وفقا للقانون الدولي و"محرم" في السياسة الخارجية الأميركية.
واستبعدت الصحيفة أن تترك إيران موضوع اغتيال سليماني فترة طويلة من دون رد (غير الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد)، كما قالت إن إستعراض العضلات العسكرية الأميركية ليس ردعا مضمونا في "النزاع غير المتكافىء"، ورجّحت أن تضاعف إيران جهودها الرامية إلى طرد القوات الأميركية من العراق.
وطرحت الصحيفة سؤالا عما سيحصل بعد ذلك، وعما إذا كانت هناك خطة عندما ترد إيران "غير التهديدات الأميركية الفارغة بمهاجمة المواقع التراثية"، كما سألت عما إذا كانت هناك محادثات جارية مع حلفاء واشنطن حول كيفية جلب إيران إلى طاولة المفاوضات لبحث اتفاق نووي جديد، وفي الوقت نفسه سألت عما إذا كانت إدارة ترامب مستعدة للذهاب إلى الحرب مع إيران.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
15/11/2024