الخليج والعالم
"ناشيونال انترست": بولتون الغى قرار ترامب الانسحاب من سوريا
أشار المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "الـCIA" بول بيلر في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست" إلى ان "مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون قام فعلياً بالغاء قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، وذلك عبر تقديمه شروطا تساهم في اطالة التواجد العسكري الاميركي إلى اجل غير مسمى.
ورأى الكاتب ان ممارسات بولتون ستؤدي إلى عواقب وخيمة للمصالح القومية الاميركية في المنطقة، لافتا إلى ان الشرطين اللذين حددهما ترامب خلال زيارته الأراضي المحتلة يشكلان وصفة لإطالة التواجد العسكري الاميركي إلى اجل غير مسمى، ويتمثلان بـ"التأكد من هزيمة تنظيم "داعش" وعدم قدرة هذا التنظيم على إعادة احياء نفسه" و"الحصول على ضمانات من تركيا بعدم استهداف القوات الكردية في شمال شرق سوريا".
الكاتب اعتبر ان تحقيق هذين الشرطين هو أمر مستحيل عبر 2000 جندي اميركي في سوريا، مضيفا ان "اي خطر يشكله التنظيم الإرهابي بعد زواله لا يتمثل بتهديد من الناحية الميدانية إنما من الناحية الايديولوجية التي لا يمكن وصفها على خارطة المعركة".
وفيما يتعلق بالشرط الثاني، رأى الكاتب ان "الجانب التركي لن يقدم الضمانات المطلوبة مهما طال بقاء القوات الاميركية في سوريا"، و قال إن الانسحاب الاميركي سيعطي للاكراد حافزاً للتحرك نحو إبرام صفقة مع الحكومة السورية، واعتبر ان "هذا الخيار هو الاقل ضرراً لمصالح الاكراد".
وقال : "طالما استمرت الولايات المتحدة بتقديم وعود بحماية الاكراد وعرضت قواتها من أجل ضمان الحماية، فإن الحافز المذكور سيكون غائبا"، وذكر بتصريح السفير البريطاني السابق لدى سوريا بيتر فورد ان استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى استمرار غضب الاتراك و استمرار التهديد التركي".
ولفت الكاتب إلى ان بولتون أضاف شرطا ثالثا خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، حين قال إن "اي انسحاب يجب ان يضمن أمن الكيان الصهيوني واصدقاء آخرين في المنطقة"، موضحا ان "اي شكاوي تقدمها حكومة نتنياهو ستشكل اساسا لعدم تنفيذ الانسحاب الاميركي".
الكاتب توقع ان يواصل بولتون والمبعوث الاميركي الخاص الى سوريا جيمس جيفري حديثهما حول "طرد إيران" من سوريا كهدف آخر لبقاء القوات الاميركية"، مشيرا إلى ان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام كان قد ذكَر موضوع "طرد ايران" الى جانب موضوع "محاربة داعش" و"حماية الاكراد"، كأسباب لبقاء القوات الاميركية.
وشدد على ان بقاء القوات الاميركية لن يحقق هذا الهدف، لافتاً إلى ان سوريا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لايران، وأضاف ان "إبطال قرار ترامب ليس انتصارا سوى لهؤلاء الذين هم على غرار بولتون وهم دائماً ما يرغبون بالاطاحة بالانظمة عبر القوة".
وتابع الكاتب ان النتيجة المحتملة هي بقاء القوات الاميركية الى اجل غير مسمى ما لن يؤدي إلى القضاء على تهديد "داعش" ويحمل معه التداعيات السلبية الناجمة عن احتلال اجنبي"، وقال إن "من يتخوف من الارهاب يجب ان يدرك بان مثل هكذا احتلال يشكل الدافع الاساس للانتحاريين".
وقال الكاتب إن "مقاربة ادارة ترامب لا تعزز مكانة الولايات المتحدة كلاعب دبلوماسي برسم مستقبل سوريا"، مضيفا ان العملية الدبلوماسية الاهم حول سوريا هي مسار آستانا التي تشارك فيه ايران و روسيا و تركيا.
كما أضاف ان هذا "الفصل" الذي يشمل "الانسحاب و "اللاإنسحاب" من سوريا يجب ان يكون درساً للذين وضعوا آمالا على ترامب على اساس ان الاخير سيتبنى سياسة خارجية غير تصعيدية و اقل عسكرية"، وقال إن "خلف كلام ترامب الانتخابي لم يكن هناك اي منطق استراتيجي او اي معرفة ضرورية للتصدي لشخصيات من جناح الصقور على غرار بولتون".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024