الخليج والعالم
مكالمتان مسجّلتان بين ابن زايد وعبد الرزاق بقضية فساد تهزّ ماليزيا
نشرت هيئة مكافحة الفساد في ماليزيا تسجيلًا لمكالمتيْن هاتفيتيْن بين رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بشأن عملية تبييض أموال في الولايات المتحدة خاصة بالصندوق السيادي "ماليزيا واحدة للتنمية" المعروف اختصارًا "وان أم دي بي".
المكالمتان أجريتا يوم 22 يوليو/تموز 2016، وخلالهما طلب عبد الرزاق من ابن زايد تحويل أموال لصالح رضا عزيز ابن زوجة الأول والمقيم في نيويورك، وذلك لحمايته من ملاحقة قضائية في الولايات المتحدة بتهم غسل أموال تتعلق بالصندوق السيادي وشركة إنتاج أفلام سينمائية في هوليود.
ويُظهر التسجيل في المكالمة الثانية أن ابن زايد وافق على تمويل صُوَري للأفلام التي ينتجها رضا عزيز، وذلك من خلال تحويلات مباشرة منه أو من خلال شركة الأبرار التي يرأسها منصور بن زايد شقيق ولي عهد أبو ظبي.
واسم شركة الأبرار ظهر أكثر من مرة في التحقيقات الماليزية بقضية الصندوق السيادي، إضافة إلى شركات إماراتية وسعودية.
وتُظهر التسجيلات حذر ابن زايد وعبد الرزاق من الحديث بالتفاصيل عبر الهاتف، كما أن الأخير لم ينفِ المحادثة الهاتفية إلّا أنه حذّر من أن الكشف عنها من شأنه الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية والمصالح الوطنية، وتساءل عن قانونية التجسّس على رئيس وزراء أثناء وجوده بالسلطة وتوقيت الكشف عنها.
وفيما يلي نصّ المكالمة الأولى:
ابن زايد: السيد رئيس الوزراء كيف حالك؟
نجيب: أنا بخير وسعيد جدا بالحديث مع سموك، كيف أنتم؟
بن زايد: الجميع بخير عندي، وكيف أسرتك؟
نجيب: الأسرة بخير هنا، بالطبع نحن نواجه غيمة سوداء بسبب الإعلان أمس من قبل وزارة العدل الأميركية، ولذلك فإن سموكم مهم جدا للخروج من هذا المأزق المرتبط بشركة ماليزيا واحدة للتنمية (وان أم دي بي) و (إمبيك) في أسرع وقت ممكن، لأن هذا أمر مزعج لكلا بلدينا، فهو أمر يسيء لماليزيا كما يسيء للإمارات العربية المتحدة وشخصيات مقربة منكم، وأتمنى أن نجد حلا في أقرب وقت ممكن ولكن أجد صعوبة في الحديث معكم عبر الهاتف فهل يمكننا اللقاء في أقرب وقت ممكن حتى نحل الإشكال.
ابن زايد: السيد رئيس الوزراء هذا ممكن من ناحيتي ولكنني لدي ارتباط مع الشيخ خليفة، فهو في فترة علاج وإجراء فحوصات وعليّ أن أذهب لرؤيته بعد غد، ما رأيكم أن نلتقي بعد ذلك؟
نجيب: سمو الشيخ، متى يكون ممكنا من طرفكم؟
ابن زايد: سأعود هنا بعد سبعة أو ثمانية أيام
نجيب: سبعة أو ثمانية أيام، آآآم
ابن زايد: إذا كنت تعتبر أن هذا سيكون متأخرا، يمكنني ترتيب آخرين، يمكنك لقاء خلدون رئيس شركة الأبرار والحديث معه، وأنا أثق به جيدا، ويمكن أن ينوب عني.
نجيب: نعم.. أين سيكون سموكم يوم السبت؟
ابن زايد: يوم الأحد سأكون في زيارة للشيخ خليفة.
نجيب: متى تغادر الأحد؟
ابن زايد: غير متأكد.
نجيب: لست متأكدا؟
ابن زايد: ليس في الصباح.
نجيب: ليس في الصباح؟.. هل سيكون بالإمكان لقاؤك الأحد صباحا؟
ابن زايد: يمكنني ترتيب ذلك.
نجيب: يمكنني السفر مساء السبت ولقاؤك صباح الأحد، ونتناقش مع سموكم قبل بداية رحلتك، لأن الأمر مستعجل في الحقيقة، وإذا لم نحل المشكلة فقد تتطور.
ابن زايد: هل يمكنني الاتصال بك بعد ساعتين من الآن؟
نجيب: يمكن أن تتحدث معي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيتنا، وهي تقريبا بعد ساعتين ونصف من الآن، هل هذا ممكن؟
ابن زايد بالتأكيد، بالتأكيد، سأتصل بك.
نجيب: شكرا
وهذا نصّ التسجيل الثاني:
ابن زايد: السيد رئيس الوزراء أعتذر عن تأخري عليكم.
نجيب: هههه أهلا بكم سمو الشيخ.
ابن زايد: السيد رئيس الوزراء لقد تشاورت مع المستشارين عندي هنا، بالنسبة لي لا مشكلة يوم السبت ولكن الوقت ضيق جدا، وسيكون الوقت متعارضا لكم ولي، ولذلك أريد أن أجد حلا آخر، السيد رئيس الوزراء، خلدون مخول بسلطات كاملة مني، وأنا حقيقة جاد في البحث عن حل لهذه المشكلة.
نجيب: جيد.
ابن زايد: لذلك أقترح أن يقابله أحد، يمكن أن تكونوا أنتم أو أي شخص تخولونه، لا أريد أن أؤخر الموضوع أكثر من ذلك، وأؤكد لك أننا جادون في البحث عن حل لما فيه مصلحة كلينا.
نجيب: نعم هي مصلحة مشتركة، يعني أنك ترى أنه لا داعي أن أسافر أنا، وحتى يعلم آخرون بالأمر.
ابن زايد: نعم هناك من يتابع الأمر....
نجيب: هل قلت إنك يمكن أن تأتي؟
ابن زايد: قلت إن خلدون سوف يأتيكم.. السيد رئيس الوزراء، ويمكن أن يأتي وزير مع خلدون.
نجيب: متى يمكن لخلدون أن يأتي هنا؟
بن زايد: سوف أتصل به الآن، هو في كاليفورنيا، ويمكنني الطلب منه التحرك فورا من هناك.
ابن زايد: لديّ طلب شخصي من سموكم، وهو يتعلق بتأشيرة ابني والمتعلقة كذلك بفيلمه، يمكن التوقيع على اتفاق مع الشيخ منصور، نريد أن نوقع اتفاقا مع الشيخ منصور عندما يكون موجودا حسب جدول أعماله، وهذا يظهر الأمر على أنه قانوني، وأنه صفقة تمويل وليس غسل أموال، فهو حاليا يتعرض لضغط كبير في أميركا، وأنا قلق عليه إذا ما عملوا منه كبش فداء، وسأكون شاكرا إن عملنا صفقة تكون حلا وسأكون شاكرا إن أمكن التوقيع على هذه الاتفاقية بسرعة، حتى يمكن لمن يفوضه الشيخ منصور أن يبدأ بدفع المبلغ، حتى تظهر المعاملة على أنها شرعية، وعندما يستلم المبلغ سوف يظهر مصدر الأموال، فهو لا يعلم من أين جاءت، لا أريده أن يكون ضحية، فعندما لا يعلم مصدر الأموال فإنه لن يصدق أنها من الأبرار التي يرأسها الشيخ منصور، وأتذكر سمو الشيخ أنك ذكرته وطلبت لقاءه عندما كنا في أبو ظبي.
ابن زايد: سوف نعمل ما في وسعنا.
نجيب: أريد الانتهاء من العقد بسرعة سمو الشيخ، وهذا طلب خاص مني، في أقرب وقت، حبذا لو يكون توقيع العقد في يوم الاثنين أو الثلاثاء، هل يمكنكم اقتراح كيف يمكن أن يتم ذلك؟
ابن زايد: (التسجيل غير واضح) نعم نعمل على الموضوع السيد رئيس الوزراء.
نجيب: كل ما يعمله هو إنتاج أفلام، وقد كان الشيخ منصور عرض عليه قرضا من شركة الأبرار...
ابن زايد: لا تقلق السيد رئيس الوزراء.
الإمارات العربية المتحدةماليزيا