الخليج والعالم
المجموعات المسلحة ترسل إرهابييها إلى ليبيا.. هروب تركي إلى الأمام
علي حسن - دمشق
تعمل مجموعات مسلحة موالية لتركيا في سوريا على الانضمام للقتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي، في وقت ترفض الحكومة الليبية فيه هذه الفكرة مع تقدم قوات خليفة حفتر باتجاه طرابلس.
وفي وقت سابق ذكر "المرصد السوري المعارض" أنّ المجموعات المسلحة السورية الموالية لتركيا شمال سوريا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الراغبين بالقتال في ليبيا، مشيرا إلى أنّ قيادة المجموعات شجعت مقاتليها على الاتحاق بالقتال وتقدم مغريات كثيرة ورواتب كبيرة. فكيف سيؤثر ذلك على الساحة السورية ميدانياً وتصالحياً؟.
المحلل السياسي السوري والخبير بالشؤون التركية سركيس قصارجيان قال لموقع "العهد" الإخباري إنّه "حتى اللحظة لا يوجد تأكيد رسمي تركي حول إرسال مقاتلي المجموعات المسلحةإلى ليبيا والإعلام التركي الحكومي لم يأتِ على ذكر هذه الأخبار"، وأضاف أنّ "الأوساط التركية على يقين من إرسال قوات إلى ليبيا وتوقيع الاتفاقية التي تقضي بذلك بين أردوغان والسراج بشكل عاجل ويؤكد أنّ هناك قراراً بذلك وأردوغان قدم المشروع للبرلمان التركي".
وأشار إلى أنّه "حتى ولو كان هناك معارضة من بعض أعضاء البرلمان التركي، لكن القرار سيمر كما مر قرار التدخل في شمال سوريا واحتلال المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض، لأن هناك غالبية برلمانية لحزب أردوغان كما أنه يقود تحالفاً مع حزب الحركة القومية، وقال : "بإمكان أصوات النواب التابعة للحزبين تمرير هذا القانون، لكنهم يرون خطورة هذا الموضوع من ناحية صعوبة تأمين الدعم اللوجستي للقوات المرسلة إلى ليبيا، وخطورة ذلك على حياة جنودهم في جغرافية جديدة لم يخبروها".
وأكد قصارجيان لـ"العهد" أنّ "هذا الأمر قد يؤدي لقبول الأوساط التركية بخيار إرسال متطرفين ومسلحين من الفصائل المسلحة السورية التي تأتمر بتركيا وتمولها وتديرها الاستخبارات التركية في الشمال السوري، وما تسمى بفرقة المعتصم وفرقة السلطان مراد وافقتا على الذهاب لليبيا، كما أنّ هناك اجتماعات بين ضباط استخبارات أتراك وقادة فصائل مسلحة متطرفة أخرى لإقناعهم بالذهاب لليبيا، ما يعني أن تركيا بدأت بتنفيذ خريطة عمل الذهاب لليبيا بالفصائل السورية فعلياً".
من جهته، قال المحلل الاستراتيجي السوري الدكتور مهند الضاهر لـ"العهد" إنّ "إرسال مجموعات مسلحة إلى ليبيا هو إفراغ للساحة السورية من الإرهاب المتطرف، والرئيس التركي لم يبقَ له أي جار في حالة تصالحية معه، وبالتالي هو يهرب إلى الأمام في السياسة بإرسال الإرهابيين إلى ليبيا"، مؤكداً أنّ "خروج قسمٍ من هؤلاء الإرهابيين سيُؤثر على القسم الآخر الذي رفض الخروج بدايةً وربما يؤدي إلى إلقاء سلاحه والتصالح مع الدولة السورية بتسويات معينة".
وتابع: "على الرغم من أنه من مصلحة سوريا إرسالهم وتفريغهم من الساحة السورية، إلا أنها لا تقبل بذلك لأن هذه العملية هي تدوير للإرهاب في الوطن العربي وذلك ليس في المصلحة القومية العربية".