الخليج والعالم
الجيش السوري يُطلق المرحلة الثانية من عمليات تحرير إدلب
بعد عمليات تمهيد نارية هي الأوسع على مواقع الإرهابيين في محاور ريف ادلب الجنوبية والجنوبية الشرقية على مدى الأيام الثلاثة الماضية، بدأت وحدات الجيش السوري عصر يوم أمس الخميس تقدمها البري المصحوب باستهدافات نارية على خطوط دفاع الجماعات الإرهابية وسط اشتباكات عنيفة أدت لسيطرة الجيش على قرية أم جلال، في مشهد يبدو أنه لن يقتصر على تقدمٍ محدود، إذ قالت مواقع الكترونية تابعة للمعارضة إنّ الاستخبارات التركية بلّغت قادة الفصائل الإرهابية أنها لم تتوصل لاتفاق نهائي مع الجانب الروسي المُصر على استعادة كامل مناطق شرق محافظة ادلب.
مصدرٌ عسكري سوري من ريف إدلب قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "وحدات الجيش المتقدمة سيطرت خلال وقت قياسي على بلدة أم جلال التي تعتبر خزاناً بشرياً وموقعاً دفاعياً هاماً لجبهة النصرة وأجناد القوقاز الإرهابيين"، مضيفاً أنّ "الجيش يسعى لتوسيع نطاق سيطرته في محيطها بسرعة كبيرة لتسريع عمليات الوصول لمعرة النعمان إذ إن العمل العسكري المنطلق لن يكون محدوداً بل سيشمل كامل مناطق ريف ادلب الشرقي والجنوبي الشرقي بهدف فتح أوتوستراد حلب – دمشق الدولي المغلق منذ عام 2013، وقد سيطر اليوم الجمعة على قرى خربة بران وربيعة وتل محو وشعرة".
من جهته، أشار الخبير العسكري السوري العميد هيثم حسون لموقع "العهد" الى أنّ "السيطرة على قرية أم جلال ستكون البداية للتقدم وتحرير مدينة معرة النعمان بهدف السيطرة على الخط الدولي الواصل بين حلب وحماه والذي يمر عبر ريف ادلب الشرقي لتكون معرة النعمان رأس جسر للتقدم البري باتجاه ريف حلب الغربي وعُمق محافظة ادلب"، مضيفاً أنّ "السيطرة على معرة النعمان ستمكن الجيش السوري من فتح اتجاهات أخرى لتطوير العمليات العسكرية خاصة على الاتجاه الغربي لها نحو عمق ادلب والوصول لمدينة جسر الشغور حيث ستستكمل المرحلة الثانية المنطلقة هذه بالوصول إليها".
وأكد حسون لـ"العهد" أنّ "الاجتماع الأخير بين الاستخبارات التركية وقادة الفصائل الإرهابية المتمركزة في إدلب أكبر دليل على تبعية تلك الفصائل لتركيا وتوجيهها منها بشكل مباشر"، لافتاً إلى أنّ " تركيا سَعَت خلال الفترة الماضية كثيراً لفرملة العملية العسكرية للجيش السوري لتحمي تلك الفصائل الإرهابية ولكنها لم تفِ بالتزاماتها وتعهداتها للجانب الروسي، والدولة السورية والطرف الروسي مصران على استكمال العمليات العسكرية لتحرير إدلب".