الخليج والعالم
إنتهاء العصر الأميركي في الشرق الأوسط
رأى رئيس مجلس العلاقات الخارجية (مركز دراسات أميركي) ريتشارد هاس في مقالة نشرها موقع "بروجكت سانديكيت" أن "العصر الأميركي في الشرق الأوسط انتهى، خصوصًا بعد أن جرى تقليص الوجود والدور الأميركي في المنطقة"، وقال إن "جذور هذا التوجه تعود إلى "حقبة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن، حين شن حربا على العراق شكلت نقطة تحول في السياسة الخارجية الأميركية".
وأضاف الكاتب أن "أثمان ونتائج الحرب على العراق جعلت الشارع الأميركي رافضا للتدخل العسكري في المنطقة، وكان لذلك تبعات على سياسات الرئيس السابق باراك اوباما"، مذكرًا بـ"عدم اقدام الأخير على توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا في صيف العام 2013، بعد المزاعم التي اطلقت حينها حول إستخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية".
وتابع الكاتب أن ترامب لا يريد التورط العسكري في المنطقة، وقال إن "زيادة الإنتاج المحلي للنفط والغاز في أميركا قلّص من أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لواشنطن"، مشيرًا الى أن "تجدد التنافس بين القوى العظمى عزز حاجة الولايات المتحدة إلى تخصيص المزيد من الموراد والاهتمام لأوروبا وآسيا، وذلك من اجل التصدي لكل من روسيا (في اوروبا) والصين (في آسيا)".
وإذ لفت الكاتب الى أن "التراجع الاميركي في الشرق الأوسط لا يشمل فقط عدم الاقدام على العمل العسكري، بل يصل كذلك إلى العمل الدبلوماسي"، نبّه الى أن "الهدف من العقوبات المفروضة على طهران ليس واضحا"، مؤكدًا أن "إيران سترد على الحرب الإقتصادية الأميركية وستواصل تقليص التزاماتها بالإتفاق النووي"، وتوقّع المزيد من عمليات الرد الإيرانية بينما تزداد الضغوط الإقتصادية.
الكاتب اعتبر أن "إدارة ترامب امام معضلة هامة في ملف إيران وأن افضل طريقة لمعالجة الموضوع هي أن توضح الولايات المتحدة ما الذي تريده من إيران على صعيد برنامجها النووي والصاروخي وسياساتها في المنطقة، وما الذي تنوي تقديمه لإيران أيضًا".
وشدد الكاتب على ضرورة الكشف علنًا عن هذه السياسة، وقال إن الحكومة الإيرانية قد توافق على إجراء المفاوضات حينها في ظل الضغوط الإقتصادية والسياسية".
وخلص ريتشارد هاس الى أن إدارة ترامب بدأت تدرك أن الإنسحاب من الشرق الأوسط ليس سهلًا ولا يتحقق من دون مخاطر او أثمان، والولايات المتحدة لا تزال معنية في "محاربة الإرهاب" و "منع الإنتشار النووي" و "تدفق النفط" ودعم أمن "اسرائيل" و"شركاء أميركا في العالم العربي".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
15/11/2024