معركة أولي البأس

الخليج والعالم

خمسة مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية.. الجزائر أمام تحولات جديدة
11/12/2019

خمسة مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية.. الجزائر أمام تحولات جديدة

تونس - روعة قاسم

تنطلق غدًا الخميس 13 كانون الأول الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي تأتي بعد 9 أشهر من استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وسط غموض يكتنف الوضع في ظل المرحلة الانتقالية التي تمّر بها البلاد. ويتنافس في هذا السباق الرئاسي خمسة مرشحين بعضهم كان يصنف نفسه معارضًا للنظام مثل المرشح علي بن فليس، والبعض الآخر محسوب على النظام القديم وهم: رئيسا الوزراء الأسبقان عبد المجيد تبون وعلي بن فليس، ورئيس حزب حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة ورئيس حزب المستقبل بلعيد عبد العزيز، والأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي .

ويبدو الشارع الجزائري منقسما بين داعم لإجراء الانتخابات ورافض لها فيما يتواصل الحراك الشعبي الداعي الى التغيير. وكانت قيادة الجيش التي تشرف على المشهد السياسي في البلاد قد دعت الى الإسراع في اجراء الانتخابات من أجل تجنيب بلد المليون شهيد أية خضات سياسية وأمنية، في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات سياسية ووطنية وحقوقية وجامعية السلطة القائمة من أي انزلاق قد تؤول اليه الأمور في قادم الأيام.

ومن بين الشخصيات وزير الخارجية الأسبق احمد طالب الابراهيمي، والحقوقي علي يحيى عبد النور، وطالبت 19 شخصية في بيان صحفي، "السلطة القائمة إلى الابتعاد عن الخطابات الاستفزازية ولغة التهديد وتخوين كل من يخالفها الرأي في كيفية الخروج من الأزمة". ودعت هذه الشخصيات إلى اعتبار موعد الانتخابات الرئاسية المقررة الخميس "محطة" سيجتازها الحراك الشعبي بنجاح بفضل وعيه وسلوكه الحضاري حتى يحافظ على سلميته بعد هذا التاريخ.

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الجزائري والبرلماني السابق بالمجلس الشعبي الوطني إبراهيم   قارعلي في حديثه لموقع "العهد" الاخباري إن الوضع في الجزائر يسوده الحذر والترقب والخوف من انزلاق الوضع خاصة أن هذه الانتخابات بعدما ألغيت كانت أيضا قد تأجلت بسبب عدم إقبال المترشحين وأشار الى ان الشارع الجزائري انقسم حول هذه الانتخابات الرئاسية بين مؤيد ومعارض. ويضيف: "    يجب أن نسجل أنه لأول مرة في تاريخ الانتخابات الجزائرية تسحب عملية تنظيم العملية الانتخابية من الإدارة أو وزارة الداخلية وتسند إلى سلطة مستقلة بداية من عملية تسجيل الناخبين إلى استقبال ملفات المترشحين إلى إعلان أسماء الفائزين، ومثل هذا الأمر يعد مكسبًا ثمينًا في النضال الديمقراطي". اما عن مدى مخاطر الأدوار الخارجية فيجيب محدثنا :"كان من أبرز الشعارات التي رفعها المتظاهرون في بداية الثورة، شعار لا توجد عهدة خامسة يا أبناء فرنسا، وكذلك شعار لا واشنطن لا باريس، الشعب هو الذي يختار الرئيس، ومثل هذه الشعارات تحمل أكثر من دلالة، ومن أهم هذه الدلالات أن الهبة الشعبية تريد أن تتحرر البلاد من التبعية الفرنسية".

ويوضح القرعلي أن التغييرات التي يريدها الجزائريون من الانتخابات الرئاسية أن تقوم العلاقات الثنائية على مبدأ الندية من دون تعال أو وصاية ومن دون تبعية ومن دون عقدة استعمارية، سواء كان الأمر مع فرنسا أو مع الاتحاد الأوربي أو مع أمريكا مضيفا: "عندما تتحرر فاتورة الدواء والغذاء من فرنسا، يومئذ تكون الجزائر قد استقلت وتحررت".

ويضيف "الانتخابات الرئاسية أمر واقع، ويجب أن نتطلع إلى ما بعد هذه الانتخابات، فالانتخابات ليس سوى معركة من المعارك الديمقراطية والبلاد مقبلة على مرحلة جديدة" مركزا على أهمية النضال السلمي من اجل تحقيق الأهداف المرجوة.  

يشار الى ان الجزائر تشهد منذ شهر شباط الماضي حراكاً احتجاجياً غير مسبوق، أجبر الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة، وأبرز مطالب المحتجين تتمثل في وضع مؤسسات انتقالية ورفض الولاية الخامسة. ومثلت استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حدثا مفصليا في تاريخ البلاد، أدخلتها في مرحلة جديدة من التغيير وذلك بعد الضغط الشعبي وتصاعد الاحتجاجات في أكثر من 40 ولاية جزائرية .

الجزائر

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل