معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الولايات المتحدة تعتلي عرش الإنتاج النفطي
07/01/2019

الولايات المتحدة تعتلي عرش الإنتاج النفطي

في سابقة تاريخية، أضحت الولايات المتحدة الأميركية أكبر منتج للنفط في العالم بإنتاج وصل إلى نحو 12 مليون برميل يوميا، متجاوزة بذلك المملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكر مقال تحليلي لصحيفة "دويتشه فيله" الألمانية.

وتساءلت الصحيفة الألمانية في مقالها المعنون بـ"أسواق النفط تتمرد على النفوذ السعودي"، عن التبعات الدراماتيكية لذلك على السعودية التي تفقد تحكمها بمفاتيح سوق النفط.

وأشار المقال إلى أنه "في خريف 2014 حضر وزير النفط السعودي آنذاك خالد النعيمي اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ليفرض على الأخيرة تبني وجهة نظر بلاده القائلة بعدم تخفيض إنتاج النفط رغم تدهور الأسعار خلال تلك السنة إلى أكثر من النصف مما يقرب من 110 دولارات للبرميل إلى ما دون 50 دولارا، وقد أصرت السعودية بدعم سياسي أميركي وغربي على إبقاء معدل الإنتاج دون أي تخفيض رغم خسائرها المالية الناجمة عن ذلك بحجة حرصها على استقرار الاقتصاد العالمي"، غير أن الهدف الأهم من وراء ذلك-بحسب الصحيفة-لم يكن الاستقرار بقدر ما كان تركيع روسيا وإيران سياسيا بسبب مواقفهما من أزمتي سوريا وأوكرانيا.

الصحيفة أشارت إلى أن "رياح أسعار النفط سارت بين عامي 2014 و2016 بما لا تشتهيه السعودية، فقد تدهورت الأسعار لفترة أطول من الفترة المرغوب بها ووصلت في عام 2015 إلى نحو 30 دولارا للبرميل على ضوء زيادة إنتاج الولايات المتحدة وروسيا والعراق وغيرها من النفط الخام. وهو الأمر الذي أنذر السعودية التي بدت ومعها دول أوبك عاجزة عن فعل أي شيء بسبب خلافاتها من جهة، وتراجع حصتها من جهة أخرى في سوق النفط العالمي"، وفق قول الصحيفة الألمانية.

وتابعت "دويتشه فيله":"مع الفشل في تحقيق الأهداف السياسية إزاء إيران وروسيا من جهة، وتزايد العجز في الموازنة السعودية وتقلص احتياطاتها المالية بشكل سريع من جهة أخرى، بدأ تعاون نفطي سعودي روسي غير مسبوق في تاريخ سوق النفط، وقد أثمر هذا التعاون نهاية عام 2016 عن اتفاق بين أوبك وروسيا على قيامهما معًا بإعادة تحديد حصص الإنتاج وخفض الإمدادات بنحو 1.8 مليون برميل يوميا مع بداية 2017 بهدف وقف التدهور ورفع الأسعار".

"هذا الاتفاق الروسي-السعودي أثمر خلال أقل من سنتين إذ ارتفع سعر البرميل إلى  80 دولارا تقريبا للبرميل مع حلول خريف العام الماضي، غير أن هذا السعر تراجع بنسبة زادت على الثلث خلال الشهرين الماضيين، وبذلك تدهورت الأسعار إلى حدود تتراوح بين 44 إلى 53 دولارا للبرميل حسب نوعية النفط"، بحسب ما أفادت الصحيفة الألمانية.

وفسَّرت "دويتشه فيله" جمود الأسعار وبقاءها على مستوى منخفض في الوقت الحالي إلى نمو المخزونات الأميركية، إذ وصل هذا الإنتاج إلى أكثر من 11.6 مليون برميل يوميا في أيلول/سبتمبر الماضي 2018 لتصبح الولايات المتحدة بذلك المنتج الأول للذهب الأسود متخطية روسيا والسعودية اللتين وصل إنتاجهما اليومي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وعلى التوالي إلى 11.2 و11 مليون برميل يوميا.

وفي الختام، قالت الصحيفة إنه "بفضل هذا التغير الذي يمكن وصفه بالتَّاريخي تمكنت واشنطن مؤخرا ولأول مرة منذ صعودها كقوة عظمى من التحول إلى بلد يصدر من النفط أكثر مما يستورد، وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن يتجاوز الإنتاج الأميركي 12 مليون برميل يوميا مع نهاية العام الجاري، وهناك فرصة لرفع مستوى الإنتاج الأميركي إلى أكثر من 15 مليون برميل يوميا في غضون 3 إلى 5 سنوات ما يعني تفويت الفرصة على المنتجين الآخرين وفي مقدمتهم السعودية للتحكم في سوق النفط العالمية كما كان عليه الأمر سابقا.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم