معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مسؤول أميركي:  وقف إطلاق النار في شمال سوريا لم يغير مسار الاحداث
22/10/2019

مسؤول أميركي: وقف إطلاق النار في شمال سوريا لم يغير مسار الاحداث

كتب سكوت ريتر الضابط الاستخبارتي السابق في قوات المارينز الأميركية مقالة نشرت في مجلة "ذا أميريكان كونسيرفاتيف"  أكد فيها أن اتفاق وقف إطلاق النار في شمال سوريا الذي أعلن بعد زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى تركيا لم يغير فعليا أي شيء في مسار الاحداث.

ورأى الكاتب أن هذا الاتفاق يؤشر على نهاية تجربة أميركا لتغيير النظام في سوريا، مضيفًا أن روسيا اخذت مكان الولايات المتحدة كلاعب اساس في قضايا الشرق الأوسط.

ولفت الكاتب الى أن الأمور وصلت إلى هذ المرحلة بسبب "الألِفات الاربعة" نسبة لأفغانستان وأستانا وأضنة وأنقرة.

وفي هذا السياق، اشار الكاتب الى البرنامج الذي كانت تديره وكالة الاستخبارات الأميركية "CIA" لتسليح "المتمردين" ضد الاتحاد السوفياتي في حقبة الثمانينيات، لافًتًا الى أن التجربة الأفغانية هذه ساهمت بجعل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعتقد أن بإماكنها استخدام الاسلوب نفسه في سوريا ضد الرئيس الأسد.

وفيما خص أستانا، أشار الكاتب إلى انها استضافت عددا من القمم منذ عام 2017، وذلك ضمن ما بات يعرف بعملية أستانا التي هي في الحقيقة مسعى روسي لتهميش المساعي الأميركية الهادفة إلى تغيير النظام في سوريا.

وبالنسبة لأضنة، ذكّر الكاتب بأن هذه المدينة التركية استضافت اجتماعا بين مسؤولين أتراك وسوريين في شهر تشرين/الأول اكتوبر عام 1998 من اجل التوصل إلى حل لموضوع حزب العمال الكردستاني، إذ جرى التوصل وقتها إلى اتفاقية أضنة، قبل أن تتوسع هذه الاتفاقية عام 2010 كي تصبح معاهدة رسمية تتضمن مشاركة المعلومات الاستخباراتية حول منظمات مثل حزب العمال الكردستاني.

ورأى الكاتب أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أعاد إحياء اتفاقية أضنة خلال محادثات اجراها مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان اوائل هذا العام 2019، ما خلق جسرًا دبلوماسيًا بين تركيا وسوريا ومهد لتسوية الخلافات بينهما.

أما "الألف" الاخيرة أنقرة، فاعتبر الكاتب انها ربما الاهم لفهم تدهور الموقف الأميركي في سوريا، مشيرًا إلى أن انقرة استضافت في شهر أيلول/ سبتمبر العام الماضي لقاء قمة جمع أردوغان وبوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني، والهدف الحقيقي لهذه القمة كان تسهيل التوصل إلى تسوية الأزمة في سوريا.

وتابع الكاتب أن روسيا وافقت على التصنيف التركي لقوات سوريا الديمقراطية بالإرهابيين، معتبرًا أن هذا الاتفاق وإلى جانب استعداد تركيا الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية المتوقع إجراؤها عام 2021، مهد الطريق للمصالحة السياسية بين تركيا وسوريا. كذلك اعتبر ان هذا الاتفاق دق آخر مسمار في نعش سياسة تغيير النظام التي تعتمدها اميركا في سوريا.

وأشار الكاتب إلى ان وسائل الاعلام الأميركية المعروفة قليلاً ما تأتي على ذكر "الالفات الاربعة"، وإلى أن ذلك يتجاهل حقيقة أن اميركا ملتزمة بتغيير النظام في سوريا منذ عام 2011 معتبرًا أن المعركة ضد داعش لم تكن سوى "عرض جانبي".

وذكّر الكاتب بكلام أوباما عن "ضرورة رحيل الأسد" في بيان صدر عن البيت الأبيض في شهر آب/اغسطس عام 2011، إذ رسم هذا الكلام السياسة الأميركية حيال سوريا.

وأضاف الكاتب أن الإستراتيجية الأميركية في البداية لم تكن تشمل عملية تسليح كما فعلت أميركا في أفغانستان، بل اعتمدت على "حل سياسي" استند إلى كيانات اوجدتها إدارة بوش الابن. كما ذكّر في هذا السياق أن وزارة الخارجية الأميركية أوجدت عام 2006 "مجموعة العمليات الإيرانية السورية" التي كانت تشرف على مساعي التنسيق في إطار خيارات تغيير النظام في إيران وسوريا.

الكاتب لفت إلى أن أجهزة اميركية استمرت في هذه المساعي رغم حل "مجموعة العمليات الإيرانية السورية" عام 2008. كذلك أشار إلى إنشاء مجموعات "سياسية سورية معارضة" اصبحت تعرف فيما بعد (خلال حقبة اوباما) بـ"المجلس الوطني السوري".

وتابع الكاتب أن أوباما لجأ بعد ذلك إلى تنفيذ سيناريو أفغانستان وتسليح "المتمردين السوريين"، وذلك بعد فشل ما يسمى عملية جينيف، مشيرًا الى أن "CIA" استغلت العداء التركي تجاه سوريا من اجل نقل الاسلحة والعتاد العسكري من ليبيا إلى تركيا، حيث جرى استخدامها لتسليح عناصر ما يسمى "الجيش السوري الحر".

وأضاف أن "CIA" تسلمت بشكل كامل مشروع التسليح هذا عام 2013، إذ قامت بإرسال فرق إلى تركيا و الاردن من اجل تدريب "الجيش الحر". كذلك أشار إلى أنه جرى استبدال هذا البرنامج فيما بعد ببرنامج كانت تديره البنتاغون بتقديم الاسلحة المضادة للدبابات للمجموعات المسلحة.

كما أشار إلى ان المساعي الأميركية هذه الهادفة إلى إيجاد معارضة مسلحة "قابلة للحياة" قد فشلت، وإلى أن الكثير من الأسلحة وقعت في أيدي جماعات متطرفة على صلة بالقاعدة وداعش. وأردف أن صعود داعش في عام 2014 دفع بالولايات المتحدة إلى بناء العلاقات مع السوريين الأكراد كخيار بديل لتنفيذ السياسات الأميركية في سوريا.

كما لفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة بررت اوائل هذا العام وجودها المستمر في سوريا تحت ذريعة "احتواء الوجود الإيراني"، وقال إن العلاقة مع "قوات سوريا الديمقراطية" و الأكراد كانت تهدف بشكل أساس إلى تسهيل هذه السياسة.

وفي الختام، قال الكاتب إن الغزو التركي لسوريا يجسد "الالفات الاربعة" التي تقف وراء الفشل الأميركي في سوريا (أفغانستان وأستانا وأضنة وأنقرة). كما تحدث عن انتصار الدبلوماسية الروسية على قوة السلاح الأميركية.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم