الخليج والعالم
التونسيون ينتخبون رئيسهم الأحد: السيناريوهات المنتظرة
تونس- روعة قاسم
يتوجه التونسيون الأحد الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد من بين المرشحَين الفائزَين في الدورة الأولى من السباق الرئاسي أي رئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي والأكاديمي أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد وسط منافسة شرسة واتهامات متبادلة لكل من أنصار هذا المرشح أو ذاك.
وقد ألقت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي بثقلها على السباق الرئاسي باعتبارها أفرزت قوى سياسية جديدة في المشهد البرلماني مثل حزب "قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" في حين لم يحصل "حزب النهضة" الفائز على الغالبية المريحة التي تخوله تشكيل حكومة بأريحية ودون صعوبات.
فالمشهد السياسي القادم في البلاد يبدو ضبابيًا بالنظر الى هذه التركيبة الفسيفسائية التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الأخيرة. في هذا السياق يعتبر الصحفي ورئيس مركز ابن رشد للدراسات كمال ابن يونس في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن الانتخابات البرلمانية وجهت رسائل للأحزاب والأطراف السياسية التقليدية أولا من حيث نسبة المشاركة التي كانت ضعيفة، فأكثر من نصف الناخبين امتنعوا عن التصويت، وأيضا لجهة تصويت الشباب لشخصيات جديدة مثل قيس سعيد.
أما عن تأثير نتائج الانتخابات التشريعية على السباق الرئاسي، فيؤكد ابن يونس أنه "سيكون للانتخابات التشريعية تأثير مهم على الانتخابات الرئاسية خاصة بعد الإفراج عن المرشح الرئاسي نبيل القروي، لكنه قد يخسر بعض أصوات المتعاطفين معه حينما كان سجينًا، وكان يعتبره البعض سجينًا سياسيًا". بحسب المعطيات هناك نوع من الاصطفاف، بين الأحزاب التي تنتمي للعائلة الوسطية مثل حزب "تحيا تونس" بمقابل ما يسمى بالثوريين الذين يعارضون نبيل القروي مثل "ائتلاف الكرامة"، وهذا ما ينبئ بمزيد من التصدعات والصراعات السياسية خلال العهدة البرلمانية القادمة.
رغم كل التحديات الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس في خضم ظرف اقليمي معقد ودول تعاني من عدم الاستقرار كما هو الحال في ليبيا او الجزائر التي تشهد تغيرات كبرى في الساحة السياسية، تبقى تونس تجربة استثنائية في محيطها بالنظر الى المسار الديمقراطي الذي يتكرس أكثر فأكثر مع هذه الاستحقاقات الانتخابية بغض النظر عن نتائجها.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
15/11/2024