معركة أولي البأس

الخليج والعالم

بعد التهديدات التركية... ماذا ينتظر
07/10/2019

بعد التهديدات التركية... ماذا ينتظر "قسد" في شمال شرق سوريا؟

علي حسن

تشهد المناطق الحدودية مع تركيا شرق الفرات السوري هدوءاً حذراً، الدبابات والآليات العسكرية التركية تتمركز على الحدود منتظرةً إشارة التحرك لاجتياح مناطق وجود قوات سوريا الديموقراطية، وسط أنباء تؤكد انسحاب القوات الأمريكية من المناطق الحدودية ومدينتي تل أبيض ورأس العين، في مشهد يشير إلى أن العملية العسكرية التركية ستنطلق بين اللحظة والأخرى، هذا إن لم يحدث تفاهمٌ ما بين التركي والأمريكي الذي تؤكد "قسد" أنه لم يفِ بالتزاماته معها وسحب قواته من المناطق الحدودية.

الكاتب والمحلل السياسي السوري خالد سرحان أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّه "يبدو أن قياديي الميليشيات الكردية الانفصالية منذ عهد مصطفى بارزاني، وعبد الله أوجلان لم تفقه قراءة التاريخ وخارطة النفوذ وكيفية التعامل مع اللاعبين الدوليين بشكل جيد، ولا تعلم علم اليقين أنه لا يمكن الوثوق بالأمريكان، فمن باعهم أثناء الاستفتاء في كردستان عام 2017 وفي عفرين عام 2018، لن يتوانى عن بيعهم في شرق الفرات عام 2019، فالمصالح فوق كل الاعتبارات، ولا يمكن اعتبار "قسد" و"مسد" إلا مجرد وقود وحجارة شطرنج ودمى انتهى مفعولها مع انقضاء الغاية من تجنيدها وهي القضاء على تنظيم داعش الإرهابي".

وأضاف سرحان أنّ "البيت الأبيض أعطى الضوء الأخضر اليوم لعملية عسكرية تركية ضد الوحدات الكردية، رغم إعرابه عن قلقه حيال أسرى تنظيم داعش، وحمّل أنقرة المسؤولية عن مصيرهم"، مشيرا إلى أنه "أصبح نحو 27% من الأراضي السورية على موعد مع الكارثة، إذ بموجب الاتفاق المبهم حول المنطقة الآمنة الذي اقتصر على تسيير بعض الدوريات العسكرية المشتركة، فإن الولايات المتحدة وتركيا مختلفتين على المسافة التي ستتوغل فيها تركيا شمال سوريا، لكن جوهر اختراق الحدود وانتهاك السيادة السورية أمر متفق عليه، وهذا مؤشر خطير جدًا في المستقبل القريب، ويطلق يد التركي لمسافات شاسعة من الأراضي السورية ويساهم في تغيير البنية الديموغرافية للشمال السوري".

وأضاف في حديث لموقع "العهد" إنه "رغم الأنباء المتضاربة عن انسحاب قوات التحالف الدولي من شمال سوريا نحو دير الزور ومناطق أخرى بعيدة عن الحدود السورية ـ التركية، إلا أن الولايات المتحدة باعتقادي تحاول إمساك العصا من المنتصف فلا تريد الانسحاب من كامل شرقي الفرات، لأنها تريد أن تحافظ على وجودها حيث النفط والماء والغذاء الذي يمكن أن تحاصر به الدولة السورية وتزيد من خلاله الضغط الاقتصادي عليها، كذلك لا تريد أن تعمق الخلافات والشرخ بينها وبين أنقرة أكثر من اللازم خصوصاً بعد التقارب الروسي ـ التركي في الآونة الأخيرة الذي شكل هزة وصدمة كبيرة في العلاقات التركية مع الولايات المتحدة من جهة ومع حلف شمال الأطلسي من جهة أخرى".

وأكد سرحان أنّ "الميليشيات الكردية الانفصالية قد تقود حرباً انتحارية بكل المقاييس، ومن مصلحتها أن تعيد المياه لمجاريها مع الدولة السورية، وتضع يدها بيد الجيش السوري لمحاربة العدوان التركي، وإن لم تفعل ذلك فهي تقود معركة كسر عظم حقيقية وسوف تذهب ضحية تعنت قياداتها وستدفع ثمن وقوفها خلف الأمريكان باهظاً، سواء بخسارتها لمناطق انتشارها أو من خلال وقوع مئات الاشخاص ضحايا بين قتيل وجريح".

وختم سرحان حديثه لـ"العهد" أنّ "المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الأمس القريب قد تكون بناءة وإيجابية ويجب على تركيا النظر بها، وإذا لم تكف تركيا عن تجنيد وتمويل الآلاف من المرتزقة في شمال حلب، وتسحب نقاط مراقبتها بريف إدلب وتعيد النظر باتفاقية اضنة أو أي صيغة سياسية توازيها فلن يحدث أي دفع حقيقي نحو تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وتركيا، وستستمر سياسة العداء المعلنة بين البلدين".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم