معركة أولي البأس

الخليج والعالم

وزير التربية السوري لـ
27/09/2019

وزير التربية السوري لـ"العهد": تتم الآن إعادة النظر بالمناهج كاملة

محمد عيد

ساهمت الأزمة السورية في اشتعال النقاش بين السوريين أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص تأثير بعض المناهج التربوية وخاصة في مادتي التربية الدينية والتاريخ على أفكار الناشئة. وذهب البعض إلى حد ربط مجريات الأزمة بما سموه حالة التراخي التي تعاطت بها وزارة التربية في تقييم حركات تكفيرية كالوهابية التي درّست يومًا في المناهج السورية على أنها "حركة إصلاحية"، والاحتلال العثماني للوطن العربي الذي سُمي يومًا ما بـ"الفتح". هذا الموضوع وغيره كان محور اللقاء الذي خص به وزير التربية السوري عماد العزب موقع "العهد" الإخباري على هامش افتتاحه وبتكليف مباشر من الرئيس بشار الأسد مؤتمر التطوير التربوي الذي انطلق في قصر المؤتمرات بدمشق بمشاركة عدد ضخم من المتخصصين التربويين من كل من روسيا وإيران وعدد كبير من الدول العربية والأجنبية.

* مؤتمر ضخم وغير مسبوق وينتظر منه أن يضع العملية التربوية السورية على السكة الصحيحة، ولكن لو عدنا بالذاكرة إلى أيام الدراسة سنجد أن هنالك الكثيرين من الطلاب الذين كانوا متقدي الذكاء وكان يراهن عليهم كثيرا وانتهى بهم المطاف إلى أن يكونوا أطباء أو مهندسين عاديين أو جيدين على أحسن تقدير ..والسؤال هو أين تكمن المشكلة؟ وهل وضعتم يدكم على الثغرة التربوية التي تحجم القدرات وتلجم الإبداع؟

- هناك محور متكامل حول التميز والإبداع والتفوق لدى الطلاب. واجب الوزارة أن تقوم بالبحث والتنقيب عن الطلاب المميزين والمتفوقين وأن تسلط الضوء عليهم وأن تأخذ بيدهم وأن تطور قدراتهم ومهاراتهم حتى تصل بهم إلى المصاف المتقدمة ومنصات التقدم العلمي على المستوى الوطني وعلى المستوى العالمي. لا شك بأن لدينا طاقات من الطلاب كبيرة جدًا لكن للأسف الحرب الظالمة التي أتت على سوريا جعلتنا نهتم بالكم على حساب النوع. ولكن الآن ومن خلال هذا المؤتمر سيكون هناك رؤية جديدة للتعامل والتعاطي مع كافة الطلاب المتفوقين والمبدعين والمتميزين. بدأنا بإعادة النظر في مدارس المتفوقين، هناك شراكة بين الوزارة وبين هيئة التميز والإبداع التي تعنى بهؤلاء الطلاب. سنكون دائمًا وابدًا على استعداد تام لتقديم كل أنواع الدعم والتميز حتى نعيد إلى سوريا ألقها وحتى نعيد الطلاب السوريين إلى أفضل المواقع المتقدمة والنظام التعليمي على مستوى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط من خلال المعلمين الأكفاء ومن خلال المناهج المطورة ومن خلال التوجيه الذي يربط ما بين العملية التعليمية وما بين المناهج والمعلمين. الوزارة لديها رغبة شديدة وقوية جدا في إعادة النظر في كافة مفاصل عملها بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي. أعتقد أنه وخلال فترة قريبة ستستعيد المؤسسة التربوية ألقها الذي كانت عليه إن لم يكن أكثر.

* على مدار الأزمة، اشتد النقاش طويلًا بين السوريين حول دور المناهج التربوية في التأثير على عقول الناشئة والتأثير المباشر لهذا الدور في مجريات الأزمة نفسها كالحديث عن أن الوهابية حركة إصلاحية واستبدال مصطلح الاحتلال العثماني بالفتح العثماني وغيرها ..بدا الأمر وكأنه مرتبط بالسياسة الخارجية للبلاد ومراعاتها للعلاقة مع هذه الدول. لم لا تحسمون الجدل حول هذه القضايا وتسمون الأمور بمسمياتها في مناهجكم ؟

- تتم الآن إعادة النظر بالمناهج كاملة من الألف إلى الياء. هناك محطات وخطوات جبارة تم قطعها على مستوى تطوير المناهج لكن على اعتبار أن الوزارة انتهت من تطوير المناهج من الصف الأول حتى الثالث الثانوي، الآن تم تشكيل لجنة متخصصة في المركز الوطني لتطوير المناهج، وهي لجنة مجتمعية وطنية. لم تعد المناهج حكرًا على وزارة التربية، الأبواب مفتوحة للجميع كل من يرغب أو يستطيع أن يدلي بدلوه في تطوير المناهج فالأبواب مفتوحة لكن على أن تكون ضمن المحددات والأسس الوطنية، لذلك ستتم إعادة النظر في كافة المفاصل الرئيسية التي تعمل وزارة التربية على إدخالها في المناهج وإعادة النظر في كل ما تشوبه شائبة.

* يلاحظ أن حجم المنهاج التربوي السوري وخصوصًا في المرحلة الابتدائية ضخم وخاصة الإثرائي منه، الأمر الذي يقلص إلى حد بعيد من قدرة الطفل على اللعب واللهو اللذين يحتاجهما لبناء شخصيته كحاجته للمعرفة ..ألم تأخذوا بعين الاعتبار هذه المسألة الهامة معالي الوزير؟  

- أؤكد أن الحجم المعرفي الموجود داخل الكتب إن لم يكن نفس الحجم المعرفي السابق ربما هو أقل بقليل، لكن الآن هناك رؤية جديدة ولم يعد المعلم هو مصدر المعلومة مع محبتي وتقديري وإجلالي للزملاء المعلمين، المعلم أصبح ميسرا للوصول إلى المعلومة. انتهينا من آليات البصم والحفظ وعلينا الانتقال إلى عملية التحليل والاستنتاج والاستدراك حتى نستطيع اكتساب المعرفة، واكتساب المعرفة كما ذكرت ليس هو الهدف بل الهدف هو الانتفاع بهذه المعرفة.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم