الخليج
"واشنطن بوست": أبو ظبي شريكة الرياض في جرائمها
طالب رئيس منظمة "هيومن رايتس فيرست" برايان دوللي الولايات المتحدة بإعادة النظر وبشكل كامل في علاقاتها مع الإمارات، بعد تسبب الأخيرة في فوضى عارمة في الشرق الأوسط، بحسب تعبيره.
الحقوقي دوللي أشار في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إلى رسالة السيناتور الديمقراطي روبرت ميننديز التي بعثها لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والتي ذكر فيها مننديز بومبيو بواجباته لوقف صفقات السلاح إلى الإمارات إن ثبت أن ابو ظبي هي مصدر الأسلحة الأمريكية التي عُثر عليها مع قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر.
واعتبر دوللي أن تحرك ميننديز يظهر الحاجة لقيام الولايات المتحدة بإعادة النظر في علاقتها وبشكل كامل مع أبو ظبي، مضيفا أن الإمارات تم اتهامها أيضا بتزويد جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" في اليمن بأسلحة أمريكية ودعم النخبة العسكرية الحاكمة في السودان، التي قامت بقمع المعتصمين بطريقة وحشية.
دوللي اعتبر أن كل هذا يُظهر أن أبو ظبي هي حليف لا يمكن الوثوق به، مستغربا أنها لم تتعرض لنفس الهجوم الذي تتعرض له الرياض اليوم في واشنطن، وأضاف "يجب أن يتغير هذا الواقع".
وأوضح دوللي أنه خلال الأشهر الأخيرة رفع المشرعون في "الكونغرس" الأميركي أصواتهم ضد الحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن والقتل المدبر للصحفي جمال خاشقجي، لافتا إلى أن الدور نفسه الذي لعبته الإمارات في اليمن وانتهاكاتها المتعددة لحقوق الإنسان مرت دون شجب.
وأشار دوللي إلى أنه مطلع الشهر الحالي تقدمت مجموعة من أعضاء مجلس "الشيوخ" الأميركي بعدد من القرارات للوقوف أمام قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام إعلان الطوارئ لتجاوز "الكونغرس" وبيع سلاح للإمارات والسعودية، وأطلق على القرارات "قانون الطوارئ الخاطيء للسعودية"، لكنه لم يذكر الإمارات مع أن 13 صفقة سلاح من بين 22 صفقة هي للإمارات.
دوللي أبدى أسفه لإعلان ترامب استعداده لاستخدام الفيتو ضد قرارات "الكونغرس" المضادة لرغبته "في بيع الأسلحة للأنظمة الديكتاتورية"، رغم شن التحالف السعودي-الإماراتي غارات بالسلاح الأمريكي ضد المدنيين في اليمن ووصول عربات مضادة للألغام لجماعة مرتبطة بـ"القاعدة" هناك، وقيام الإمارات بإدارة سجون سرية وتعذيب المعتقلين اليمنيين فيها.
الحقوقي دوللي أكد أن حال معتقلي حقوق الإنسان في الإمارات ليس أفضل من حال أؤلئك في السعودية، وقال"عادة ما يتعاون البلدان في القمع ففي العام الماضي قامت الإمارات بخطف الناشطة المدافعة عن المرأة في السعودية لجين الهذلول أثناء قيادتها سيارتها في أبوظبي، حيث عذبت وهددت بالقتل، ولا تزال في السجن".
دوللي تحدث عن المحاكمات الهزلية في الإمارات للحقوقيين، وقال إن "ما حدث للناشط أحمد منصور هو مثال لما يواجهه الإماراتيون الذي يتجرؤون على نقد حكومتهم وإن بطريقة سلمية إذ حُكم على "منصور" المتخرج في جامعة كولورادو والحائز على جائزة مارتن إينالز للمدافعين عن حقوق الإنسان الرفيعة بالسجن لمجرد تدوينة وضعها على صفحته على "فايسبوك" وحسابه على "تويتر".
ولفت دوللي إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد كان وراء حصار قطر، وهو الذي وضع الولايات المتحدة في موقف محرج للتوسط بين الحلفاء.
وقال دوللي إن وجود جامعة نيويورك في الإمارات في ظل هذه الأوضاع أصبح محلا للنقد المتزايد، خاصة بعد اعتقال وتعذيب طالب الدراسات العليا البريطاني ماثيو هيدجز هناك.
ورأى دوللي أن تسليح الولايات المتحدة للإمارات مع دعم الأخيرة للانتهاكات المروعة في ليبيا والسودان واليمن وفي الداخل الإماراتي يجب أن يكون مثيرا للإحراج.
وختم الحقوقي دولل قائلا إن محاولات وقف دعم الولايات المتحدة غير المشروط للسعودية متأخر، مضيفا أن على "الكونغرس" ألا يغض الطرف عن شريكتها بالجريمة.
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024