معركة أولي البأس

الخليج

قمم مكة السعودية .. دعاية مجانية كبرى لليمن
30/05/2019

قمم مكة السعودية .. دعاية مجانية كبرى لليمن

علي الدرواني


لم يستطع الاعلام اليمني ان يوصل حقيقة الانجازات العسكرية والقدرات المتنامية على استهداف عمق المعتدين سواء في السعودية او الامارات، فجاء غباء هذا العدو بنفسه لاظهارها بافضل الوسائل، قمم عربية واسلامية وتغطيات كبيرة في عموم عواصم الدول المشاركة، ستسمح لكل العرب والمسلين اليوم بالاطلاع على انجازات اليمنيين وصمودهم على مدى خمسة اعوام وكيف يطورون قدراتهم ويقاومون هذا العدو في ظل الحصار الخانق برا وبحرا وجوا.
يظن حكام الرياض انهم يسيؤون لليمن عندما افتتحوا معرضا للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي وصلتهم كالحمم واهانت كبرياءهم ومرغت بانفهم التراب، وهم الذين دفعوا مليارات الدولارات للولايات المتحدة لتوفير احدث اجهزة الدفاع الجوية والتي فشلت بدورها عن صد هذه الهجمات سواء الصاروخية او المسيرة.
كان اليمنيون يبحثون اكثر كيف يوصلون للعالم انهم ارسلوا صاروخا الى الرياض، وبالكاد كان يسمع صوتهم، حتى ان الرياض نفسها انكرت عشرات الضربات بداية الامر قبل ان تضطر الى الاعلان على مضص، واليوم تقيم معرضا للقادة العرب والمسلمين لمشاهدة باس اليمنيين، لعلها تحصل على نوع من الاستعطاف او تجد من ينفذها ويحميها حين عجز ساكن البيت الابيض عن حمايتها.
المعرض الذي اقامته وزارة الدفاع السعودية في جدة على هامش القمم المنظمة للعرب والمسلمين قال غير ما اراد منظموه ان يقول.
الرياض تقول ان هذا السلاح هو ايراني، وتريد ان تثبت بهذا انها تحارب ايران، وبعيدا عن مناقشة هذا الامر، لكن الا يدل هذا على ان السعودية وكل من يقف معها وخلفها وبازائها في هذه الحرب غير المتكافئة قد عجزوا امام هذا السلاح، واذا اخذنا بالاعتبار زيف صحة هذه الدعوى، وقد سمعنا كل هذا العويل ، فكيف بالرياض وهي تسعى باسنانها لهذه الحرب، ان يكون حالها اذا ما واجهت ايران، ومن جهة مقابلة اذا طبقنا قاعدة اعتبار ان سلاح بلد ما يستخدم في هذه الحرب دليلا على ان من يستخدمه مجرد اداة بيد مورد تلك الاسلحة، اليس في هذا دليل على ان السعودية والامارات مجرد ادوات بيد واشنطن وينفذون مشاريع امريكية؟ ورغم ان هذا الامر ليس بحاجة الى هذا النوع من الاستدلال، وانما من باب المسايرة والتعامل بمثل مايحتجون به، وعليه ماذا لو نظم اليمنيون معرضا للسلاح والقنابل والصواريخ التي تصبها الرياض وابو ظبي على رؤوس الاطقال والنساء والامنيين في منازلهم ومدارسهم واسواقهم وستظهر كل تلك الاسلحة امريكية وبريطانية وامريكية، وبناء على الحجج السعودية اين هو السلاح السعودي؟ لتكون السعودية تخوض حربها هي لا حرب الغرب؟
 على كل فان منظمي المعرض ارادوا من القول بان  هذا السلاح ايراني حسب زعمهم ليقللوا من اهمية التطور العسكري اليمني والتغطية على عجزهم في فرض او تحقيق اهدافهم في اليمن طوال هذه السنوات والقاء اللائمة على ايران،  وان لم يكن هذا هو الهزيمة وهذا هو العجز ، فماهي الهزيمة والعجز إذن؟
عندما يتحدثون عن سلاح ايراني تشعر وكأن سلاح الرياض المستخدم في قتل وحصار الشعب اليمني هو سلاح سعودي او اماراتي وقد تم انتاجه في الرياض او ابو ظبي ولم تهدر مليارات الدولارات من ثروة الشعوب المغلوبة على امرها لشراء ذلك السلاح من اعداء شعوبنا وامتنا، علاوة على على ذلك فهم لايحسنون استخدامها، لو لم تكن غرف العمليات مليئة بالضباط الامريكان والبريطانيين وغيرهم.
إذن هذه هي الصورة التي ظهرتها الرياض في معرضها بجدة، اربع سنوات من الحرب والسلاح الحديث والخبرات الغربية عجزت في مواجهة شعب اعزل او المجهز باسلحة بدائية كما يصفها الاعلام السعودي بشكل دائم، وفي اخر المطاف هاهي الرياض تستنجد بكل العرب والمسلمين لانقاذها في اليمن، وان وضعت العنوان ايران.
نختم بالقول : لو اجتهد اليمنيون في اظهار انتصارهم على السعودية في سنة خامسة صمود بوجه عدوانها على اليمن لعجزوا في اظهاره بالشكل المطلوب، اولا لتواضع اعلامهم ومحدوديته مقابل الماكنة الضخمة والمنتشرة  لاعلام العدو، وثانيا لحجم الحصار الاعلامي الكبير المفروض على اليمن، لكن ثلاث قمم في مكة ومعرض عسكري في جدة اظهرت هذا النصر العظيم.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

إقرأ المزيد في: الخليج