الخليج
كذبة محاكمة أحمد عسيري المفضوحة..
في 12 شباط 2019، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر سعودية أن من اتهمتهم النيابة العامة في المملكة بقتل الصحافي جمال خاشقجي وطالبت بإعدامهم هم نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية سابقًا والمتحدث باسم قوات العدوان على اليمن أحمد عسيري، والعقيد في الاستخبارات السعودية ماهر المطرب والطبيب السعودي صلاح الطبيقي والضابط السعودي ذعار الحربي والعنصر الأمني السعودي مصطفى مدني.
تسمية المتورّطين المزعومين في قتل خاشقجي جاءت بعد أشهرٍ قليلة من عقد وكيل النائب السعودي العام شلعان الشلعان مؤتمرًا صحافيًا قال فيه إنه تمّ توجيه التهم إلى أحد عشر موقوفًا وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، وإحالة القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم، مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم 5 أشخاص وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية، حسب تعبيره.
بمعزلٍ عن أن المسرحية الإعلامية التي قدّمها المعجب في حينه بيّنت كيف أن السلطات السعودية فبركت رواية جنائية لتبرئة وليّ العهد محمد بن سلمان من الجريمة، تُفيد معطيات جديدة أن ادّعاء توقيف المتهمين ولا سيّما الخمسة ليس سوى كذبة.
لا نقاشَ في أنّ كلّ البيانات السعودية الرسمية التي صدرت لتبرير حرج النظام من تورّطه المباشر في جريمته في قنصلية المملكة في تركيا لم تُقنع أحدًا في العالم، ولم تبرّئ ابن سلمان ممّا أصاب خاشقجي، حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلى الرغم من وفائه الكبير لأموال الرياض قال صراحةً في تشرين الأول 2018 "إذا كان هناك من هو مسؤول عن مقتل خاشقجي، فهو ولي العهد السعودي لكونه هو من يدير الأمور في المملكة".
منذ أيام، غرّدت لمى عسيري، ابنة أخ أحمد عسيري المتهم بقتل خاشقجي، متحدّثة عن صورة نُشرت لعمّها والتُقطت قبل يومين في إحدى المناسبات، وأوضحت قبل أن تُقفل حسابها على "تويتر" (@l_assiri50) أن عسيري موجود مع عائلته.
بعد البحث، يظهر أن المُناسبة المقصودة في التغريدة المحذوفة هي تخرّج أخ لمى ويُدعى عمر بن معيض بن حسن عسيري في حفل رعاه وليّ العهد لكلية الملك الفيصل الجوية في بداية هذا الشهر.
وبحسب ما تداوله عدد من النشطاء، يظهر عمر بن معيض بن حسن عسيري في صورة تجمعه بعمّه المتهم والمحكموم بالإعدام أحمد عسيري، فيما زعم بعض المغرّدين الموالين للسلطات أن الصورة التُقطت قبل 4 سنوات.
سِجّل السعودية الحافل بالجرائم والأكاذيب لا يشفع لها، وقد تكون الصورة حديثة، ولا استبعاد لفرضية الراحة التي ينعم بها عسيري دون أيّة محاكمة يديرها من أمر بالأصل بتصفية خاشقجي.
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024