الخليج
مجزرة الإعدامات.. الغطاء الأمريكي متوفّر والإجرام السعودي مستمرّ
أثارت موجة الإعدامات التي نفذتها السلطات السعودي بحق 37 معتقلا معظمهم أبناء المنطقة الشرقية، استنكارا واسعا من قبل الناشطين المعارضين لإرهاب النظام وأحكامه التعسفية .
علي الدبيسي
رئيس المنظمة "الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" علي الدبيسي أشار إلى ان حملة الإعدامات "هي الثانية في عهد الملك سلمان"، مؤكدا ان "السلطات اثبتت بذلك عدم تجاوبها مع كل الدعوات للعدل والإنصاف".
وأضاف الدبيسي في حديث لقناة "الميادين أنه "لا يوجد مؤشرات إلى أن الحكومة السعودية ستكف عن هذه الجرائم"، لافتا إلى أن "الغالبية العظمى للذين أعدموا هم من الطائفة الشيعة"، وذكر أن "أهالي الذين أعدموا لم يكونوا على علم بهذه الأحكام وموعد تنفيذها".
فؤاد ابراهيم
بدوره، اعتبر الكاتب والباحث السياسي المعارض الدكتور فؤاد ابراهيم أن إعدام السلطات السعودية 37 مواطنا سعوديا، جاء بعد مصادقة البيت الأبيض عليه، وبغطاء من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن الإعدامات تستهدف الطائفة الشيعية.
وأكد إبراهيم في تغريدت على حسابه على "تويتر"، أنه "لولا غطاء ترامب للإجرام السعودي والإفلات من العقاب الذي وفره لابن سلمان بعد جريمة الصحافي جمال خاشقجي، لما تجرأ على التمادي بارتكاب مثل هذه الجريمة الجماعية، مضيفا : "مرة أخرى تتأكد حقيقة أن ابن سلمان هو سيئة من سيئات أبيه، فذاك يقتل بمنشار في قنصلية وهذا يقتل بمقصلة وحد الحرابة".
وشدد على أن "ذنب من نفذت بحقهم أحكام الإعدام هو التعبير عن الرأي سلميا فهم لم يسفكوا دماً ولم يحرضوا على كراهية"، وأكد أن "قائمة الاتهامات خبرناها منذ عقود وهي موجودة في الأدراج يخرجونها متى شاؤوا".
وعن توقيت جريمة الإعدام، رأى ابراهيم أن "الربط التعسفي بين حادثة الزلفي (الهجوم على مركز المباحث قبل يومين) والإعدامات والترويج لمثل هذا الربط يبعث شكوكا مشروعة حول منفذ الحادثة، الذي قد يكون المباحث نفسها، لتأهيل بيئة مناسبة لتنفيذ الإعدامات".
وبحسب إبراهيم، فإن "الأصل في إعدامات اليوم هو استهداف الطائفة الشيعية، وهي رسالة للداخل السعودي أن قضية خاشقجي انتهت ونجا منها ابن سلمان".
وأضاف : "أما خارجيًا، وإذا وضعت الجريمة في سياق الأزمة بين أميركا وايران، فإن الهدف منها حملة ترويع استباقية في حال وقوع حرب وهي رسالة سياسية إلى إيران أن النظام السعودي مستعد للسير حتى نهاية التصعيد".
طه الحاجي
من جهته، أشار الناشط المعارض السعودي المحامي طه الحاجي إلى ان هذه المجزرة هي تصعيد خطير ولها مقاصد سياسية قد تظهر لاحقاً، مؤكدا انه "لم يعد هناك اي حل أو أمل في هذا السلطة الفاجرة الظالمة في الاصلاح والعدل، وليس لها علاج يرتجى والحل الوحيد هو التخلص منها ورميها في مزابل التاريخ".
وقال إن "ابن سلمان مارس كذبه على الناس ووعدهم بإعادة النظر في التوسّع المجنون الذي تنتهجه حكومته في الاعدامات وتحدث عن حصرها وتقليلها، إلا ان الواقع اثبت كذبه وأعداد شهداء الاعدامات ومطالبات النيابة في تزايد حتى في القضايا البعيدة عن العنف".
وأوضح أن "السعودية نفذت عملية قتل جماعية بحق 37 شخصاً، بينهم أطفال ومتظاهرين، ورجل دين متهم بنشر التشيع، ورجل أعمال متهم بالتبرع لأنشطة دينية"، مضيفا أن "أغلب الذين قتلتهم السعودية قالوا في المحكمة أنهم تعرضوا للتعذيب الممنهج في السجون من أجل الإدلاء باعترافات محددة لهم من قبل المحققين".
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024