الخليج
العراق يتطلّع الى تعزيز علاقاته مع برلين وتحجيم نفوذ واشنطن فيه
من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم غد الجمعة الى ألمانيا في سياق زيارة رسمية بناء على دعوة تلقاها من المستشار الالماني اولاف شولتس حملها اليه السفير الالماني في بغداد مارتن بيغر، خلال اللقاء الذي جمعهما قبل بضعة ايام.
وقبل أيّام من موعد الزيارة، أوضح السوداني في حوار صحفي أجرته معه مجلة (بيلد) الالمانية الخطوط العامة والموضوعات الرئيسية التي ستتضمنها زيارته المرتقبة لبرلين، قائلا: "سنزور ألمانيا تلبية لدعوة المستشار أولاف شولتس في سياق العلاقات التاريخية بين العراق وألمانيا، وسنحرص من خلال هذه الزيارة على تعزيز آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية، فضلا عن الملفات الأخرى التي تتعلق بالتنمية البشرية ومعالجة التغيرات المناخية واستمرار التعاون الأمني، وكذلك القضايا الإنسانية الأخرى".
وأشار السوداني الى أنه ستتم مناقشة أكثر من مبادرة وفكرة خلال الزيارة، تم بحثها من خلال الحكومة العراقية ومستشاريها مع السفارة الألمانية في بغداد، والتي تتعلق باستثمار الغاز وتعزيز تواجد الشركات الألمانية الاستثمارية في العراق، خصوصا أن شركة سيمنز تعمل في قطاع الكهرباء، وهذه القضايا ستحظى بالأولوية من خلال زيارتنا إلى ألمانيا وما تضمنه البرنامج الحكومي"، وانه -والكلام للسوداني- بحكم إمكانيات العراق وخططه المستمرة لزيادة إنتاج النفط واستثمار الغاز، بالإمكان تلبية حاجات ألمانيا من الطاقة في ظل الظروف التي تعاني منها السوق عالمياً وارتفاع مستوى الطلب الذي أدى إلى زيادة الأسعار، والعراق قادر على أن يلبي حاجة ألمانيا والسوق عالميًا".
وتطرق رئيس الوزراء العراقي خلال الحوار الصحفي الى قضايا مختلفة تتعلق بجملة ملفات اقليمية ودولية. وفيما يرتبط بالعلاقات العراقية-الايرانية، اكد "أن العلاقة تأريخية، وتربطنا حدود تمتد لأكثر من 1200 كيلو متر، وهنالك مشتركات ثقافية ودينية واجتماعية، وإيران داعمة للعملية السياسية منذ التغيير عام 2003، وساعدت العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية، والعلاقة إيجابية وضمن إدارة التعاون والدعم بعيدا عن التدخل في الشأن الداخلي".
وشدّد السوداني على أن "العراق لن يكون طرفًا في سياسة المحاور في المنطقة والعالم، ويعتمد مبدأ العلاقات المتوازنة مع دول الجوار، ونحن نطرح أيضا أفكاراً لتحقيق شراكات اقتصادية ليكون العراق نقطة التقاء لدول المنطقة وفقا للمصالح المشتركة للجميع، وأيضا تبنى العراق مبادرات لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية، وبتقديري من مصلحة العراق خفض التوترات وتقريب وجهات النظر، لأن من شأن ذلك أن ينعكس على أمنه وأمن المنطقة إيجابا".
وفيما يتعلق بالجانب الأمني، أكد السوداني أن مظاهر الأمن والاستقرار موجودة اليوم في العراق بفضل القوات الأمنية ودعم المجتمع الدولي للعراق ومن ضمنه ألمانيا، والذي مكننا من تحرير كل الأراضي العراقية ودحر الإرهاب، والخلايا أو الجيوب من داعش تعالج من قبل القوات الأمنية بشكل مستمر، لكن نستطيع القول إن الأمن والاستقرار متحققان في العراق ونسعى دائما إلى المزيد".
ولفت الى أن "عصابات "داعش" موجودة في سوريا، وهناك خلايا موجودة في العراق، لكنها لا تستطيع مسك الأرض أو احتلال مدينة أو منطقة، وهذا الفكر يحتاج معالجات لفترة زمنية طويلة، لذلك جهودنا مستمرة في متابعة هذه الخلايا واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، وأيضا استقرار الوضع في سوريا سوف ينهي وجود عصابات داعش الإرهابية".
وتعدّ زيارة السوداني المرتقبة لألمانيا الاولى لبلد غربي، منذ توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق اواخر شهر تشرين الاول-اكتوبر الماضي، خلفا لمصطفى الكاظمي، ومن المقرر ان يقوم السوداني خلال الاسابيع القلائل المقبلة بزيارة رسمية لفرنسا، اذ تواصل وزارة الخارجية العراقية العمل لاتمام التحضيرات المطلوبة لهذه الزيارة.
وكانت الخارجية العراقية قد أصدرت بيانًا الاثنين الماضي أكدت فيه أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، بحث مع السفير الفرنسيّ في بغداد ايريك شوفالييه الاستعدادات الجارية لزيارة دولة رئيس الوزراء محمد شياع السودانيّ إلى باريس نهاية الشهر الحالي، وان زيارة السوداني تهدف إلى مناقشة التحديات الإقليمية والدولية وتحقيق المصالح المشتركة، والتأكيد على دور العراق الحيوي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة".
ومن المفترض أن يقوم السوداني بزيارة دول أخرى خلال الشهور المقبلة، بناء على دعوات رسمية من زعمائها، مثل الصين وتركيا ومصر وروسيا وايطاليا والولايات المتحدة الاميركية، علما انه كان قد زار منذ توليه منصبه كلًّا من الجمهورية الاسلامية الايرانية والاردن والكويت والسعودية، وكذلك قطر، حيث حضر مراسيم افتتاح بطولة كأس العالم الاخيرة أواخر شهر تشرين الثاني-نوفمبر الماضي.
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024