الخليج
"الوفاق" البحرينية: تحالفات النظام الأمنية تضعه في صراع ليس قادرًا عليه
اعتبرت جمعية "الوفاق" البحرينية أن "إعلان حكومة المنامة موافقتها على توقيع مشروع مذكرة تفاهم مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان ثمّ عدم التوصل الى الصيغة النهائية لذلك، يكشف حجم الارتباك والبحث عن أية أوراق للتوظيف السياسي والحقوقي، مضيفة أن ذلك خطأ دبلوماسي كبير يعكس حجم المشكلات التي تتكبدها صورة وسمعة البحرين في ظل استمرار الازمات السياسية والأمنية والحقوقية العاصفة بالبحرين.
وأكدت الجمعية في بيان لها إثر جلسة ناقشت فيها عددًا من الملفات والموضوعات المستجدة، أن "على كل الاطراف، خصوصًا الدولية، التعامل الحذر مع السلطة في البحرين مراعاة للالتزام والمصداقية في ضرورة الاصلاح السياسي الشامل وتحسين الواقع الحقوقي ووقف كافة أشكال التمييز والعزل والتهميش السياسي وتصحيح المسار تجاه دولة القانون والمؤسسات لأن ذلك هو السبيل الوحيد للخروج من الازمات وهو إن لم يتم ستبقى الازمات والمشكلات تتوالد وتتعاظم وستبقى البحرين بعيدةً جداً عن الاستقرار والتوافق الوطني".
وأشارت جمعية "الوفاق" الى أن قوات النظام أقدمت على اعتقال قرابة ١٣ مواطنًا بطريقة حاطة بالكرامة وهذا يؤكد استمرار أعمال الترهيب والاقتحامات والاعتقالات للمواطنين العزل، وتابعت "ما حدث مستمر منذ العام ٢٠١١ حتى الآن ويعبّر عن طبيعة العقلية الأمنية القمعية الذي تعتقل وتعلن عن القبض على خلايا وتنظيمات خلال أوقات قياسية اسرع من الضوء، في الوقت الذي تكشف كل المعطيات التوظيف السياسي البحت وهو ما عودنا عليه النظام منذ زمن طويل ضمن لعبة محلية او اقليمية او دولية دون النظر الى المصلحة العليا للوطن".
واستنكرت الجمعية المغامرات العسكرية والتحالفات الأمنية الذي يتاجر بها النظام وتضع البحرين في صراع واحتكاك ليست قادرة عليه، وذلك من أجل مصالح وحروب ومعارك الآخرين التي لا مصلحة للبحرينيين فيها، داعية لضبط النفس وعدم الذهاب في خيارات معقدة وقد تكون نتائجها غير محسوبة العواقب.
"الوفاق" جدّدت رفضها القاطع لارتماء النظام في أحضان كيان الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا السلوك لا يعبّر عن رأي البحرينيين وهم منه براء وهو سلوك غير مشروع ولا يحظى بأي صفة شرعية وفيه تحدٍ سافر لمشاعر المواطنين، واعتبرت أن مشاركة الصهاينة في معرض الجواهر العربية وكذلك في حوار المنامة مرفوضة ومدانة وهو تصرف مستفز .
وكرّرت كُبرى الجمعيات السياسية في البحرين التأكيد أن السلطات الثلاث في المنامة فاقدة للتمثيل الشعبي ولم يعد فيها الشعب هو مصدر السلطات كما ينص عليه الدستور وكل المواثيق التي تعبر عن تشكيلها وتركيبتها، وهو ما يشكل العمدة الأساس في الازمة السياسية الكبرى التي تعصف بالبحرين ولا زال شعب البحرين مستمرا في حراكه رغم كل القمع والبطش وشراء الذمم ومحاولة الالتفاف متمسكًا بضرورة عودة الشعب كمصدر للسلطات جميعًا.
هذا ورفضت "الوفاق" استمرار إرهاق كاهل المواطنين بمزيد من الأعباء، وشدّدت كذلك على رفض رفع ضريبة القيمة المضافة بشكل قاطع ورفع تعرفة الكهرباء في الوقت الذي لم يتغيّر حال المسؤولين في زيادة وتضخم أرصدتهم البنكية وثرواتهم وأملاكهم وتجارتهم على حساب الوطن المنهك والمتعب جراء السياسات العبثية المنفردة التي تتخذها السلطات رغم أنف المواطنين مستغلة الظروف الامنية والقمع في تمرير ذلك ودون ادنى اهتمام لواقع الناس الصعب والمعقد.
وجددت رفضها المساس بوضع التقاعد والعمل على إجراء أيّة تعديلات تمس مؤسسة التقاعد بما ينعكس على معيشة الناس وضررهم ونؤكد الحاجة للمشاركة الشعبية في أيّة مساس بحقوق المتقاعدين، خصوصًا في ظل التعاطي الحكومي القائم على مصلحة الحكومة والمسؤولين دون الانتباه لواقع الناس ومعيشتهم.
وأكدت أيضًا وقوفها وتضامنها مع العاطلين عن العمل الذين طفح بهم الكيل جراء واقع التوظيف الذي ينخر فسادًا وتهميشًا للمواطنين وبشكل ممنهج من قبل السلطات في البحرين التي تعمل على صناعة كارثة معيشية واجتماعية جراء التمييز والطرد للكفاءات البحرينية وتفضيل غيرهم .
وطالبت بالإفراج الفوري عن الرمز الوطني الأستاذ حسن مشيمع دون قيد او شرط، معربة عن تضامنها مع الاكاديمي الدكتور عبد الجليل السنكيس الذي له إسهامات وطنية وعلمية ومكانه الطبيعي إثراء المجتمع وليس السجون.
ودعت الى ضرورة إنقاذ أطفال البحرين المعتقلين المضربين عن الطعام والذين تقدر بعض الجهات عددهم بـ ٦٠ طفلًا معتقلًا مضربًا عن الطعام في سجن الحوض الجاف يعانون جراء تدهور وضعهم الصحي بسبب استمرارهم في الاضراب وتدهور وسوء الاحوال الانسانية والصحية في سجون النظام البحريني.
ورأت أن تقرير اللجنة البحرينية المستقلة (لجنة بسيوني) أكمل عامه العاشر من الصدور من دون تطبيق التوصيات وتجاهل جوهر التقرير ولجوء النظام لأساليب جديدة في الانتهاكات السياسية والحقوقية والانسانية ونسف كل الحريات وبقيت التوصيات حبرًا على ورق دون تنفيذ حتى الآن.
وأخيرًا، استعرضت جمعية "الوفاق" البحرينية آخر مستجدات مؤتمر قوى المعارضة البحرينية المزمع إقامته في الفترة القادمة، وأكدت أنها تواصلت مع غالبية القوى والفصائل، وأن الجميع يتعاطى بإيجابية ومسؤولية عالية، وأنها ستواصل التنسيق مع بقية القوى لمزيد من التعاون من أجل إنجاح هذا المؤتمر وأهدافه الوطنية.
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024