معركة أولي البأس

الخليج

عبد الجليل السنكيس يقود معركة الأمعاء الخاوية في البحرين
13/11/2021

عبد الجليل السنكيس يقود معركة الأمعاء الخاوية في البحرين

يواصل عبد الجليل السنكيس، أحد وجوده المعارضة البحرينية السلمية والأكاديميين المعروفين في المملكة، إضرابه عن الطعام المستمرّ منذ تموز الفائت.

حتى الآن وبحسب المعلومات المتداولة، نقص وزن السنكيس بما يزيد عن 20 كيلوغرامًا وصحّته باتت في خطر كبير، بعدما دخل وهو في سجن جو إضرابًا عن الطعام بسبب استمرار مضايقات حراس السجن الذين يتصّنتون على مكالماته الهاتفية مع أقاربه ويقطعون عليه الخط بانتظام دون سابق إنذار ويراقبونه باستمرار في زنزانته ويمنعونه من النوم، فيما صُودر بشكل تعسفي العمل البحثي الذي كان ينجزه وهو في الاحتجاز. 

عبد الجليل السنكيس الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبّد تعسفيًا على خلفية حراكه السلمي إبّان ثورة 14شباط/فبراير 2011، هو من أوائل الذين احتجزوا ضمن سلسلة طويلة من الاعتقالات التي شهدتها البلاد، وجرى نقله بعد إصدار الحكم عليه إلى سجن جو. 

ومنذ 18 تموز 2021، شرع السنكيس في إضرابه المفتوح عن الطعام، غير أنه وبعد عشرة أيام من بدء الإضراب نُقل إلى المستشفى العسكري ولا زال هناك حتى اليوم تحت حراسة مشددة.

على مرّ السنين، تدهورت صحة عبد الجليل السنكيس، فبالإضافة إلى ما يعانيه من أضرار عضلية ناجمة عن شلل كان قد أُصيب به قبيل احتجازه بسنوات قليلة، يتعرض للتعذيب والإهمال الطبي داخل السجن، فالسلطات تؤخر استبدال الأغشية المطاطية لعكازيه، والتي تساعد على إراحة كتفيه من جهة وتحول دون سقوطه من جهة أخرى. 

ووفقًا لأفراد العائلة، طرأت تطورات مقلقة على وضع السنكيس بعد دخوله 127 يومًا من الإضراب عن الطعام، اذ انه يتعرض الى نوبات دوران وفقدان التوازن، الانتفاخ واضح في يديه، وجسده بارد.

دعوات للإفراج عن السنكيس

قضيّة عبد الجليل السنكيس تعكس اعتداءات السلطات البحرينية التي تستهدف العاملين في مجال حقوق الإنسان، وعلى الرغم من المطالبات الدولية والحقوقية للنظام الخليفي بالإفراج عنه، إلّا أنه يتعنّت في ذلك باستهتار واضح بحياة الرمز المعتقل، واستمرارًا بسياسة الانتقام والتشفي من الرموز ومعتقلي الرأي في سجونه. 

عبد الجليل السنكيس يقود معركة الأمعاء الخاوية في البحرين

تضامن كبير مع مظلومية السنكيس

بالموازاة، يتواصل الحراك الشعبي المتضامن مع الدكتور السنكيس وبقيّة الرموز والمعتقلين، وإضافة الى إطلاق هاشتاغ "#الحرية_للسنكيس" على موقع "تويتر" دعت رابطة الصحافة البحرينية السلطات إلى الإفراج الفوري وتقديم المساعدة الطبية العاجلة للسنكيس.

وقد حمّلت الرابطة السلطات الأمنية في سجن "جو" المسؤولية الكاملة عن سلامة السنكيس، ورأت أن المحاكمة السياسية المجحفة والاعاقة الطبيعية وتداعيات الإضراب عن الطعام تجعل من حالة المعتقل عبدالجليل السنكيس حالة إنسانية تستدعي التدخل العاجل والالتفات من العواصم الغربية المؤثرة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.

بدوره، حمّل ائتلاف شباب ثورة 14 شباط/فبراير النظام الخليفيّ المسؤوليّة عن أيّ سوء قد يُصيب السنكيس نتيجة إضرابه واستمرار سجنه. 

كما نددت لجنة معتقلي البحرين باعتقال السنكيس، مؤكدةً أنه يعاني من أقسى فترات التعذيب والحرمان الممنهج من حقه في العلاج، داعية للتضامن معه. 

وكان قد نظم مركز الإمام الخميني (قدس) التابع لتيار الوفاء الإسلامي ندوة تضامنية مع السنكيس بهدف تطوير أساليب التضامن وتفعيل قضيته في ظل الوضع الصحي الصعب الذي يعانيه هو والأسرى المضربين عن الطعام في سجون البحرين.

من ناحيته، أكد القيادي في تيار الوفاء الإسلامي السيد مرتضى السندي ضرورة التفاعل مع قضية الأسرى المضربين من خلال الحشد الإعلامي، والمساندة الشعبية لهم، مشيرًا إلى أنها عوامل رئيسية لنجاح الإضراب عن الطعام.

الشيخ عبد الله الصالح، نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي "أمل" سلّط أيضًا الضوء على دور السنكيس في قيادة الثورة، لافتًا إلى شعاره "صمود .. صمود حتى النصر"، مشيرًا إلى عطاء الدكتور في جامعة البحرين من خلال قيادته لقسم الهندسة الميكانيكية، إلى أن جرى فصله تعسفيًا عام 2005 بسبب نشاطه الحقوقي والسياسي.

ولفت الدكتور عبدالرؤوف الشايب، الأمين العام لحركة خلاص، إلى دور السنكيس في الحراك النخبوي والبرلمانات، مع وجوده ميدانيا في الحراك الشعبي رغم إعاقته.

وسبق أن دعت منظمات حقوقية محلية ودولية وسياسيون وأكاديميون من أنحاء مختلفة من العالم، إلى إعادة أبحاثه التي صادرتها السلطات، وإلى إطلاق سراحه باعتباره سجين رأي.

إقرأ المزيد في: الخليج