الرياض تضغط على واشنطن لتحريك صفقة القرن

أكدت مصادر مطلعة أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز استقبل بقصره في الرياض، صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في 26 شباط/فبراير الماضي، بحضور ولي العهد محمد بن سلمان، مشيرة إلى ان محادثات اللقاء ركزت على "صفقة القرن" التي تعد لها واشنطن لوضع نهاية للصراع العربي الصهيوني الذي طال أمده.

ونقل موقع "تاكتيكال ريبورت" الاستخباراتي عن المصادر، أن "كوشنر خرج من المحادثات بخيبة أمل لأن الملك سلمان لم يظهر رضاه عن جهود ترامب لتسوية القضية الفلسطينية"، مضيفا ان الملك طلب من كوشنر نقل الرسالة التالية إلى الرئيس الأمريكي: "إذا كنت تريد منا أن نرافقك في جهودك الرامية إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط ، فيجب أن تضع شروطنا في الاعتبار"، على حد قوله.

واعتبر الملك سلمان ان "إقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بما تقترحه الإدارة الأمريكية على رأس تلك الشروط".

وأكد مصدر مقرب من بن سلمان إن الاجتماع لم يكن فاشلا، "لأن كوشنر لم يكن متفاجئًا من موقف الملك".

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، أن السعودية تمارس ضغوطا غير مسبوقة على عباس كي يعطي إدارة ترامب فرصة جديدة لتحريك "عملية السلام" في المنطقة من خلال صفقته المنتظرة.

وشملت تلك الضغوط التلميح بأن الرياض لن تكون قادرة على مساعدة السلطة الفلسطينية والالتزام بتقديم الدعم المالي، الذي يقدَّم لها بصورة شهرية، أو من خلال المساعدات التي تقدَّم لبرامج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، أو تنفيذ مشاريع اقتصادية وإغاثية داخل الأراضي الفلسطينية، وفقا لما نقله موقع "الخليج أون لاين".

وذكرت المصادر أن عباس، الذي جاء للقاء الملك سلمان للضغط عليه وإقناعه بتفعيل قرارات الجامعة العربية، التي نصّت على توفير شبكة أمان مالية للسلطة تقدَّر بـ100 مليون دولار شهرياً لمواجهة الأزمات التي تعاني منها، قد عاد بُخفي حنين إلى رام الله، وأبلغ قادة السلطة بأن "القادم أخطر"، وأن "الدول العربية قد رفعت يدها عن تمويل ودعم السلطة، خوفاً من الإدارة الأمريكية".

وكان عباس قد التقى العاهل السعودي بالرياض، في 12 شباط/فبراير الماضي، وناقشا ملفات سياسية مهمة ومشتركة في المنطقة، في حين واصل كوشنر جولته الشرق أوسطية ضمن مساعي الإدارة الأمريكية لإطلاق ما يسمى "خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

يذكر أن صفقة القرن لا تتضمن أي اعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، بل تقوم على أساس إعطاء قطاع غزة حكما ذاتيا يرتبط بعلاقات سياسية مع مناطق حكم ذاتي في الضفة الغربية المحتلة، مع إقرار نظام شراكة ثلاثية (أردنية فلسطينية إسرائيلية) في إدارة المسجد الأقصى، وفقا لما نقلته صحيفة القدس الفلسطينية عن مصادر أمريكية وصفتها بالمطلعة.

إقرأ المزيد في: الخليج