الخليج
مجزرة الدراز في ذكراها الرابعة.. "حماة الباب" يشهدون على مظلوميّتها
في الذكرى الرابعة للمجزرة الدمويّة في ميدان الفداء في الدراز حيث هاجمت قوات الأمن البحرينية المعتصمين أمام منزل المرجع الوطني البحريني الكبير آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، وأردت 5 منهم وجرحت البقية، لا بدّ من التوقف عند ما حصل، فالحدث مروّع بقدر التطاول على سماحته وإسقاط جنسيّته ظلمًا وتعسفًا.
في ذلك اليوم، استهدفت قوات النظام البحريني المتظاهرين أمام منزل آية الله قاسم، حيث سقط 5 شهداء واعتُقل العشرات.
بحسب كتاب "حماة الباب" الأخير الصادر عن مركز "أوال للدراسات والتوثيق"، يقول الشيخ فاضل علي إن الشهداء الخمسة سقطوا مقبلين لا مدبرين، وكانوا في وضع الإقدام لا الفرار، ويشير الى أن جميع إصابات الشهداء كانت في صدورهم لا في ظهورهم.
ويضيف "لقد ذهب هؤلاء الى الشهادة بكل وعي وإصرار .. لقد سقط الشهيدان محمد الساري ومحمد زين الدين في الساحة، وسقط الشهداء أحمد جميل ومحمد العكري ومحمد حمدان عند باب بيت الشيخ، ويتابع بعد أن اقتحمت القوات حواجز بيت الشيخ، وضربوا الشباب وسيطروا على كل شي، هدأت أصوات الشباب.. كنا في البيت المجاور مع مجموعة من المُصابين، ننتظر إمّا أن يأتوا ويعتقلوننا وإما أن نجد لنا مهربا. في تلك اللحظات، لم نكن نبدو بمظهر طلاب العلم البعض يعرفون ذلك، لكن من لا يعرف لا نخبره، كان الشباب هناك يلومون أنفسهم وكان لديهم تساؤل كبير "لم ننصرهم.. لم نُصَب معهم.. لم نعتقل هل نحن مقصرون؟ هل هناك خلل فينا؟ هل هي ذنوبنا التي حرمتنا؟".
هذا ويجمع الكتاب شهادات اختيرت من فترات متفاوتة، بين العامين 2017 و2018، لناشطين بحرينيين شاركوا في اعتصام الفداء، حيث بادرت ثلّة من الشباب والرجال والعلماء والنساء أيضًا للدفاع عن آية الله قاسم.
الكتاب يتضمّن فصولًا من تجربة المرابطين عند منزل آية الله قاسم، وكيف تحدّوا الحصار وأصبحت الساحة هناك مسجدهم ومجالس الدراز بيوتهم، ومذكّرات ما حصل معهم في تلك الفترة، ويوميات الحرّ والبرد والمطر والمداهمات والوفاء وصولًا الى المضائف والطبخ وإدخال المؤونة الى الساحة.
ويروي أصحاب التجربة في الكتاب ممّن غادروا المملكة ويعيشون في الخارج في الكتاب كيف قرّروا أن يدفعوا حياتهم وأرواحهم ثمنًا من أجل نصرة وإنقاذ المرجع الكبير، وكيف استبلسوا حتى النفس الأخير.
الكتاب يوثّق تجربة أحد المصوّرين عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص على المعتصمين وهاجمت المرابطين، وحوّلت أحد المنازل المُلاصقة لبيت الشيخ الى وكر تعذيب.
وفي الكتاب أيضًا، شهادات لعلماء لازموا الساحة، ولائحة باسم المشايخ الذين اعتقلوا وحكايا عن شهداء قضوا هناك.
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024