الخليج
الشيخ عيسى قاسم في ذكرى 14 فبراير: شعب البحرين على خط بلوغ النصر في كل الميادين
شدد المرجع الوطني الكبير في البحرين سماحة الشيخ عيسى قاسم على أن البحرين هي وطن إسلامي عربي كريم، محتاجة إلى الاستقرار في ظل واقع جديد صحيح، وعلاقات عادلة بين شعبها وحكومتها، ولفت إلى أن "واقع وعلاقات تتكفّل بتحقيق تقدّمها وازدهارها وأمنها واستقلاليتها، وعزّة موقعها".
وفي بيان بمناسبة ذكرى 14 فبراير في البحرين، أشار الشيخ قاسم إلى أن واقع وعلاقات البلاد "يتطلبان بالضرورة التغيُّر الواضح في موقف الحكم في نظرته إلى الشعب وتعامله معه بأن يكون تعاملاً محترمًا للشعب، معترفًا له بإنسانيته وكرامته، وكلّ حقوقه ومنها حقّه السياسي الثابت دينًا وعقلاً وعقلائيًا، وبلغة العلم والعصر والعرف العالمي المعاش". واضاف الشيخ قاسم إن "متاعب البحرين الجمّة بسبب المواجهة القائمة لا تنتهي إلا بانتهاء هذه المواجهة التي لا سبيل لانتهائها إلا بأن يصار إلى قيام علاقة من نوعٍ جديدٍ بين طرفي الشعب والحكومة، تعترف بموقعية الشعب ومرجعيته في أمر توجيه حياته واختيار مصيره، بلا أن يفرض عليه واقع من صنع يدٍ غير يده، وخارج إرادته، ورغم أنفه".
وتابع "ومن يعمل من أهل البحرين حكومة أو غيرها على أن تبقى ساحة هذا الوطن ساحة صراعٍ دائمٍ ومتاعب متراكمة حتى يحترق وجود هذا الوطن فهو مدين بجرمه وخيانته".
هذا، ودعا الشيخ قاسم إلى وضع اليد على المشكلة الأساس في البحرين، وهي "افتقاد العدالة في التعامل من جانب الحكم سياسيًّا وحقوقيًّا وقضائيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وفي كل الأبعاد، والتضييق الديني والعلمي على الشعب وما يمكّن من ذلك كلّه ويسهّله هو الإقصاء السياسي ومن كل مواقع القوة للشعب، وهو الأمر الذي لن يتأتّى إصلاح جادّ لأيّ وضع من الأوضاع، وعلاجٌ ناجعٌ لأيّ مشكلة من مشاكل الشعب ما لم يستبدل عنه بالمشاركة السياسية الفعّالة التي يستحقّها الشعب والمدعومة دستوريًّا.”
وقال "إنَّ مقدسات الشعب ومواقع اعتزازه الديني لم تسلم من جور السياسة وانتهاكها ومطاردتها الشرسة؛ فقد اعتدي على المسجد والحسينية والصلاة وشعيرة عاشوراء، وفريضة الخمس والزكاة والمؤسسة الدينية، وطوردت حركة التبليغ الديني، وضُيِّق عليها أشد التضييق"، وتابع "أساسًا لا معنى لوجود أيّ حكمٍ أو حكومة في أيّ بلد إلا بالحفاظ على إنسانية الإنسان في أيّ شعب واقع تحت سيطرة أيّ حكم ونظام وحكومة.”
وأكد أن "مسؤولية أيّ حكمٍ الدفع بإنسانية الإنسان إلى أقصى مدى من الحضور الفعلي، والنضج والنمو، والعمل على المزيد من عزّة وكرامة الشعب الواقع تحت سيطرته، والنهوض بمستوى فاعليّته وانتاجيّته الإيجابية الخيّرة، والتقدّم بمختلف أوضاع حياته التي تتطلبها راحته، وتقتضيها كرامته".
وأضاف "أيُّ حكومةٍ هي خادمةٌ لمصالح الشعب المعنويّة والماديّة وإلا فقدتْ مبرر وجودها".
واكد الشيخ قاسم أنه "ومن الظلم الصارخ الذي تمارسه السياسة أن تمنع جُنى الشعب من أن يصل إلى فيه، وتحرمه من خير أرضه، وثمرة جهده، ونتاج عرق جبينه، وأن توظف جهود أبنائه لإرهابهم وتعذيبهم، وتحويل حياتهم إلى شقاء مقيم، وجحيمٍ لا يطاق".
وقال "كيف لا يكون منكرًا شنيعاً وظلماً فظيعًا أن تنفق السياسة مال الشعب الذي بيدها في بناء السجون، واستيراد الأسلحة الفتّاكة، والسموم القاتلة، والمرتزقة الوحشيين، والمعذِّبين من خبثاء الضمائر ومرضى النفوس، والمخطّطين لفنون الفساد والإرهاب والتغطية على الجريمة، وفي تغذية إعلام إجرامي مضلّل كاذب مجهّل فتّاك بالأمن والأخلاق معادٍ للدين؟".
وأشار الشيخ قاسم إلى أن "كلُّ المخلصين للبحرين من أبنائها وغيرهم يريدون لها أن تستريح من متاعب المواجهة الداخلية، والصراع الداخلي الذي امتدّ طويلاً واستنزف كثيرًا، وأفرز أضرارًا بالغةً للوطن ووحدته وأرضه وإنسانه، ولازال ممتدًّا، ولازال مستنزفًا ومتسبّبًا في الأضرار البالغة، ومطلوبٌ جدًا أن يتوقّف الصراع وأن ينتهي الاستنزاف ويستريح الوطن".
وتابع "أمّا أنت يا شعب البحرين الكريم فعلى طريق العزّ والمجد والكرامة والتقدّم والنجاح وبلوغ المطامح الخيّرة، والأهداف العالية، وإحراز النصر في كلّ الميادين ما بقيت على خطّ إسلامك وقيمه وشريعته وأهدافه، وتتخلّق بخُلُقه، وتتقيّد بأحكامه، وتقتدي برسوله وأئمته عليهم السلام، وترجع إلى علمائه".
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024