الخليج
"ابن سلمان" يستخدم الكعبة المشرفة لتبييض صورته
متجاهلاً مشاعر مئات آلاف المسلمين في أرجاء العالم، اعتلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سطح الكعبة المشرّفة وتجوّل هناك مع عدد من مرافقيه، في مشهد مستغرب وغير مألوف في تاريخ تعامل المسلمين معها هيبة وتعظيما وتكريما لها.
من أجل أن يطّلع "ابن سلمان" على "مشاريع توسعة الحرمين"، أخلي صحن الكعبة المشرفة ومحيطها من جميع المصلين والمعتمرين القادمين من مختلف أصقاع الأرض، وكأن "مدينة الله" المقدسة التي كرّمها باحتضان الكعبة، يريدون لها أن تصبح مدينة "آل سعود" فقط.
هذه الزيارة المستهجنة شكلاً ومضموناً من قبل شخص غرقت يداه بدماء أهل اليمن، أثارت غضب عدد كبير من المغردين الذين رأوا فيها محاولة لتبييض صفحة "بن سلمان" بعد الاتهامات الواسعة له بالمسؤولية عن تصفية الصحافي المعارض جمال خاشقجي، واعتقال وتعذيب عدد من المعارضين والمشايخ والناشطات.
كما تتزامن الزيارة المثيرة للجدل مع انتقادات واسعة داخل وخارج السعودية لما يعتبره البعض إفراطاً وتجاوزاً في أعمال ما يسمى "هيئة الترفيه السعودية"، للقيم الإسلامية على مشارف البقاع المقدسة.
هذه الزيارة، في واقع الحال تعيد فتح ملف إدارة الحرمين الشريفين، إذ كان عدد من الدول الإسلامية، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا، قد طالبت بإدارة إسلامية جماعية للحرمين، وذلك على اثر سوء الادارة لأمور الحج وفشل القائمين عليها وضعفهم وعدم قدرتهم على تنظيم مناسك فريضة الحج الإلهية الكبرى.
ومن شأن تولي ادارة اسلامية لائقة للحرمين الشريفين وشؤون الحج والعمرة اللذين يؤديهما المسلمون في كل العالم تشترك فيها كافة الدول الاسلامية، أن يبعد المناكفات السياسية عن هذه الفريضة ويسهّل تأدية جميع المسلمين لها، ويضع حداً لممارسات الحكومة السعودية غير اللائقة بحق قبلة المسلمين وزوارها.
مع العلم بأن هذا النظام السعودي المتهم بنشر الفكر الوهابي والتكفيري المقيت في العالم، لا يصلح بأي شكل كان لتولي إدارة الحرمين الشريفين.
ومنذ أن أحكم آل سعود قبضتهم على بلاد الحجاز برعاية المذهب الوهابي وحتى يومنا هذا، تجري المملكة عملية تغيير ممنهج لهوية المدينة من مدينة دينية إلى مدينة سياحية ضخمة، فأقدمت تحت عناوين "توسعة الحرم" على هدم عشرات المعالم التاريخية والأثرية الإسلامية لا سيما تلك المتعلّقة بأهل البيت (ع).
إقرأ المزيد في: الخليج
19/01/2024