معركة أولي البأس

الخليج

علياء الهذلول تكشف تفاصيل تعذيب شقيقتها الناشطة لجين في سجون النظام السعودي 
14/01/2019

علياء الهذلول تكشف تفاصيل تعذيب شقيقتها الناشطة لجين في سجون النظام السعودي 

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لعلياء الهذلول، شقيقة الناشطة الحقوقية المعتقلة في السجون السعودية لجين الهذلول، كشفت فيه معلومات عن تعذيب شقيقتها وتعرضها للضرب والإيهام بالغرق والصدمات الكهربائية، مشيرة إلى ان المستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني هددها شخصيا بالقتل.

ولفتت علياء الهذلول إلى ملابسات اعتقال شقيقتها، حيث اتصلت بها عائلتها لتخبرها بأن السلطات السعودية اعتقلت لجين في الرياض برفقة خمس ناشطات أخريات بتهمة الخيانة. وقد نقلت صحيفة مقربة من النظام عن مصادرها أن هؤلاء النساء سوف يتم إصدار أحكام في شأنهن تصل إلى 20 عاما من السجن، أو حتى الإعدام.

وذكرت أن لجين اعتُقلت للمرة الأولى في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2014، بعد أن حاولت قيادة سيارتها في اتجاه الإمارات العربية المتحدة. ومكثت لمدة 70 يوما، قبل أن يتم إطلاق سراحها ومنعها من السفر لعدة أشهر، كما أنها تلقت تحذيرًا من أحد المسؤولين السعوديين كي لا تتحدث عن هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفتت علياء إلى أن شقيقتها شهدت بعد ذلك سنوات تشوبها الاعتقالات والتنبيهات المستمرة بشأن ضرورة التزام الصمت حيال هذه المسألة، لينتهي بها المطاف بين جدران السجون السعودية في شهر أيار/ مايو 2018، مشيرة إلى انها "بقدر ما كانت تشعر بالتفاؤل إزاء إمكانية إطلاق سراح شقيقتها في 24 حزيران/ يونيو من السنة الماضية، إلا أنها شعرت بخيبة أمل بعد عدم حدوث أي تغيير يذكر".

وأعربت شقيقة لجين الهذلول عن امتعاضها من بعض الظواهر السلبية التي باتت منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، إذ أن أي شخص ينتقد أي موضوع يتعلق بالسعودية، يتم وسمه بأنه خائن. وخلال المكالمات الهاتفية التي جمعت بين الشقيقتين منذ اعتقال لجين وحتى شهر أيلول/ سبتمبر 2018، أفادت الأخيرة بأنها محتجزة داخل غرفة فردية في أحد الفنادق.

واضافت انه في منتصف شهر آب/ أغسطس، نُقلت لجين إلى سجن ذهبان في جدة، وسُمح لوالدها بزيارتها مرة واحدة كل شهر. وذكرت علياء أن ملاحظات والدها كانت تتمحور حول ارتعاشها بشكل مستمر وعدم قدرتها على التحكم في قبضة يدها أو المشي أو الجلوس بشكل عادي، لكن أختها أصرت على أن ذلك بسبب برودة الجو من التكييف، لطمأنة عائلتها.

وأفادت علياء أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أثار العديد من الشكوك حول إمكانية تعرض العديد من المساجين السياسيين للتعذيب في السعودية. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، ذكرت العديد من الصحف، فضلا عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية أن المعتقلين السياسيين في السعودية يتعرضون للتعذيب بغض النظر عن جنسهم.

وأوضحت الكاتبة أن شقيقتها انهارت خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر المنصرم وأعربت باكية عن ألمها ومعاناتها من عمليات التعذيب التي تعرضت لها خلال الفترة الفاصلة بين شهري أيار/مايو وآب/أغسطس 2018، أي خلال الفترة التي كان يُمنع على والديها زيارتها. وصرحت لجين أن الأمنيين كانوا يعذبونها عن طريق إيهامها بالغرق وصعقها بالكهرباء، فضلا عن تعرضها للاغتصاب وتهديدات بالقتل.

وأشارت علياء إلى أن المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، كان حاضرا خلال بعض عمليات تعذيب لجين الهذلول. ولم يقتصر الأمر على الإشراف على عمليات التعذيب فحسب، بل هددها أيضا بالاغتصاب والقتل وإلقاء جثتها في مجاري الصرف الصحي. وذكرت لجين أنها تعرضت للتعذيب طوال الليل خلال شهر رمضان من ستة رجال تابعين للقحطاني.

ونقلت علياء عن شقيقتها لجين الهذلول أن رجال القحطاني كانوا يجبرونها على تناول الطعام خلال فترات صيام شهر رمضان، مما دفعها لسؤالهم حول ما إذا كانوا سوف يواصلون تناول الطعام كامل اليوم في رمضان، ليجيبها أحدهم قائلا: "لا أحد أعلى منا، ولا حتى الله".

وقالت علياء الهذلول إن "العديد من المنظمات الحقوقية زارت شقيقتها في السجن، لكن الصحف السعودية نشرت صورتها واسمها ووصفتها بالخائنة"، معربة عن قلقها وترددها عن الكتابة حول لجين خوفا من إمكانية التسبب في مزيد من الضرر لشقيقتها. وفي ظل حظر السفر على والدي لجين، "تأمل العائلة السعودية في رؤية ابنتها الشجاعة حرة طليقة"، بحسب الصحيفة.

واضافت ان مايك بومبيو لا ينوي التطرق إلى موضوع احتجاز السلطات السعودية للمساجين السعوديين، ولم يدرج هذه النقطة ضمن أجندته السياسية وبرنامج زيارته للمنطقة، مما أثار حفيظتها وتسبب في شعورها بالصدمة.

إقرأ المزيد في: الخليج

خبر عاجل