معركة أولي البأس

الخليج

الغارديان عن الأحكام السعودية بحق قتلة خاشقجي: العدالة لم تتحقق
25/12/2019

الغارديان عن الأحكام السعودية بحق قتلة خاشقجي: العدالة لم تتحقق

أكد معلّق الشؤون الخارجية في صحيفة "الغارديان" سايمون تيسدال أن الحكم الذي صدر على قتلة الصحافي جمال خاشقجي وإعدام بعضهم لا يعني أنه سيحرر السعودية من السموم.

وأضاف تيسدال: "لو اعتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن الحكم بإعدام خمسة تعساء لا حيلة لهم بجريمة قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي سينهي القضية فقد كان مخطئًا، لأن جريمة القتل البشعة في القنصلية السعودية باسطنبول فضحت المملكة وتركت ضررًا على موقعها الدولي وأضرت بطريقة لا يمكن إصلاحها بسمعة الأمير محمد".

وقال: "باختصار تفوح رائحة كريهة من كل الأمر، ولن يذهب العنف ولا الرائحة المثيرة للغثيان من المحاكمة الزائفة التي لا تشبه أيا من الإجراءات القانونية المناسبة. وستبقى الجريمة البشعة علامة صارخة ولا يمكن محوها من سمعة وضمير آل سعود".

ولفت الى أن التعاقدية الخرقاء في المحكمة الجنائية بالرياض والتي أدانت ثمانية أشخاص يوم الإثنين افتقدت المصداقية منذ البداية. فقد عقدت المحاكمات بسرية كاملة، مما أدى إلى فقدان الثقة بها منذ البداية، وشجعت على الشكوك بأن الأشخاص المتهمين يمكن التخلص منهم.

وتابع الكاتب "ستزيد الشكوك وتؤكد أن مستشار ولي العهد السابق سعود القحطاني تم الإفراج عنه بدون توجيه تهم له. وكان نائب المدعي العام شعلان بن راجح شعلان قد قال في السابق إن القحطاني قام بمناقشة قضية خاشقجي مع فرقة القتل التي أرسلت إلى إسطنبول. وقال المحقق إن القحطاني نسق مع نائب مدير المخابرات السعودي أحمد عسيري الذي حاول إجبار خاشقجي على العودة قسرًا إلى السعودية. ومن هنا جرى الحديث عن عملية قتله بالعمل المارق، وأن أعضاء الفرقة تصرفوا بطريقة فردية. وتم نقل القحطاني والعسيري إلى وظائف أخرى. وتم تقديم عسيري للمحاكمة، لكن شعلان قال يوم الإثنين إنه حر طليق نظرًا لعدم وجود أدلة. ومثل الأمير محمد ينكر الرجلان أي مسؤولية عن قتل خاشقجي".

واشار الكاتب الى أنه وفي مقابلة مع شبكة سي بي أس الأمريكية قال ابن سلمان: "هذه جريمة بشعة وأتحمل مسؤوليتها بصفتي قائد السعودية، لأنها ارتكبت من أشخاص يعملون في الحكومة السعودية".

كما لفت الى أنه وعندما سئل ابن سلمان إن كان قد ارتكب الجريمة أجاب: "لا مطلقا". وهنا يرى الكاتب أن المحاكمة تبدو لزعيم سعودي بارز مقنعة فهي تعطيه الفرصة للقول إن العدالة تحققت وتم تحديد الأشخاص المذنبين وإدانتهم.

وأضاف الكاتب أن أحكام الإعدام وهي بربرية في حد ذاتها تظل ابتدائية. ويمكن للمدانين استئنافها  وإلغاؤها. وربما يُفرج عنهم عندما ينحرف نظر العالم عن المملكة في فترة ما. ولكن المحكمة لن تمحو العار. فقد وجد تقرير نشرته المقررة الخاصة بالأمم المتحدة أغنيس كالامار بحزيران/يونيو "أدلة موثوقة" عن تورط مسؤولين بارزين في الجريمة بمن فيهم ولي العهد.

وختم بالقول إن العدالة لم تتحقق، ولم يتم الانتقام لخاشقجي الذي كانت جريمته هي التحدث علانية والتعبير بشجاعة عن معارضته للقمع والاستغلال في وطنه.

إقرأ المزيد في: الخليج