معركة أولي البأس

الخليج

مضاوي الرشيد: ابن سلمان شدّد مراقبته على وسائل التواصل الاجتماعي ولديه جواسيس داخل
12/11/2019

مضاوي الرشيد: ابن سلمان شدّد مراقبته على وسائل التواصل الاجتماعي ولديه جواسيس داخل "تويتر"

انتقدت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد السياسات المتبعة من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السعودية، وقالت: "حتى السكوت أصبح يعتبر جريمة في مملكة الصمت"، وتحدثت عن اختراق السلطات السعودية لموقع تويتر من أجل التجسس على مواطنيها.

وقالت الرشيد في مقال نشره موقع "ذي ميدل إيست آي" البريطاني إن "ابن سلمان يريد مراقبة المخالفين والقبض على المعارضين، وتقويض نشاطات السعوديين الذين يعيشون في المنفى، حيث يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مراقبة الطلاب والأكاديميين والنشطاء عن كثب، قبل أن تقوم القنصليات السعودية المختلفة بإرسال الملفات المعدة عنهم إلى الرياض".

وأشارت الرشيد إلى أن "حكومة الولايات المتحدة أدانت اثنين من الموظفين السابقين في "تويتر" بالتجسس لصالح السعودية، وذلك بعد قيامهما باختراق البيانات الشخصية لأكثر من ستة آلاف حساب على "تويتر"، بما في ذلك حساب معارض بارز أصبح لاحقا مقربا من الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

وأضافت أنه "يقال إن وكيلا سعوديا هو من جند الموظفين الإثنين بعد أن أغدق عليهما عشرات الآلاف من الدولارات والهدايا الثمينة، أما مهمتهما فكانت تتمثل في تمرير المعلومات عن منتقدي النظام السعودي إلى بدر العساكر مدير المكتب الخاص لابن سلمان".

وقالت الرشيد إن "العساكر ربما يجلس الآن في مكتب ابن سلمان، ويفكر في كيفية احتواء أحدث فضيحة وإعادة اكتشاف صورة السعودية كملاذ آمن للرحلات السياحية والتراثية"، مضيفة أنه "بعد هذه الحلقة الأخيرة من مسلسل الفضائح يتهاوى طاغوت "تويتر" مرة أخرى من برجه العاجي بعد انكشاف عملائه ومبعوثيه المنتشرين في أنحاء العالم".

وبحسب الكاتبة، فإن "النظام السعودي لم يبادر إلى حظر "تويتر" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لأسباب، من بينها أن ابن سلمان يريد تدشين حقبة جديدة من التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح له بإطلاق حملات دعائية، إلى جانب العديد من الإصلاحات المزعومة".

وتابعت أن "ابن سلمان يعلم أن الشباب السعوديين غارقون بالفعل في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعربون عن تطلعاتهم وعن انتقاداتهم للنظام".

ورأت الرشيد  أن الشباب السعوديين سخروا من شعار ابن سلمان "السعودية عظيمة"، من خلال الإشارة إلى أن ذلك الشعار ما هو إلا مجرد دعاية ليس بإمكانها أن تستر التصدعات التي يعاني منها النظام، خاصة ما يتعلق باعتقال وتعذيب سجناء الرأي وغيرهم.

كما أضافت الكاتبة أن "ابن سلمان شدد مراقبته على وسائل التواصل الاجتماعي، وجند جيشا إلكترونيا لنشر أكاذيبه ورصد الأصوات المخالفة وإنزال أشد العقوبات بها، مما اضطر المنفيين في الشتات إلى أخذ زمام المبادرة وتسلم راية النضال من نظرائهم المحاصرين داخل البلاد".

وبحسب الرشيد، "يستخدم ابن سلمان تويتر لرصد المخالفين والقبض على المعارضين، وتقويض ما يمارسه السعوديون في الخارج من نشاطات، وكثيرا ما كان يتم تبليغ الأشخاص الذين ينتقدون النظام بأنه لن يمكنهم تجديد جوازات سفرهم إلا إذا عادوا إلى بلدهم، مما جعل البعض منهم يطلب لجوءا سياسيا، وبقي البعض منهم عالقين في دول غربية".

وتقول الكاتبة إن "جواسيس النظام داخل "تويتر" كانوا جزءا من الآلة التي تعد التقارير عن هؤلاء المنفيين وتلحق الأذى بهم، خاصة النشطاء وأصحاب الأصوات المرتفعة مثل عمر الزهراني الذي أصبح أيقونة للمقاومة عبر وسائل الإعلام".

واعتبرت أن ""تويتر" أثبت أنه وسيلة تنصت جيدة للإمساك بالمعارضين ومعاقبتهم ولإجزال العطاء لمن يمتدحون النظام، وصار الصمت في حد ذاته يعتبر جريمة".

وختمت الكاتبة قائلة إن "سمعة ابن سلمان تشوّهت إلى الحد الذي لم يعد ممكنا إصلاح شيء منها".

إقرأ المزيد في: الخليج